ملاحظات
١ ـ القلب السليم ـ وحده ـ وسيلة النجاة
في أثناء كلام إبراهيم الخليل عليهالسلام قرأنا ضمن ما ساقته الآيات المتقدمة من تعابير في وصف القيامة ، أنّه لا ينفع في ذلك اليوم شيء (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
(السليم) مأخوذ من السلامة ، وله مفهوم واضح ، وهو السالم والبعيد من أيّ انحراف أخلاقي وعقائدي ، أو أيّ مرض آخر! ...
ترى ... ألم يقل الله القرآن في شأن المنافقين (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً). (١) ونلاحظ تعاريف للقلب السليم في عدد من الأحاديث الغزيرة المعنى.
١ ـ ففيّ حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام ـ ذيل الآية محل البحث (٢) ـ يقول فيه: «وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط».
٢ ـ ونعلم من جهة أخرى أن العلائق المادية الشديدة وحب الدنيا ... كل ذلك يجرّ الإنسان إلى كل انحراف وخطيئة ، لأن «حبّ الدنيا رأس كل خطيئة» (٣).
ولذلك فالقلب السليم هو القلب الخالي من حبّ الدنيا ، كما ورد هذا المضمون في حديث للإمام الصادق عليهالسلام ـ ذيل محل البحث ـ إذ يقول : «هو القلب الذي سلم من حبّ الدنيا». (٤)
ومع الالتفات إلى الآية (١٩٧) من سورة البقرة إذ تقول : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى ...) يتّضح أن القلب السليم هو القلب الذي يكون محلا لتقوى الله.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ١٠.
(٢) راجع مجمع البيان ذيل الآيات محل البحث.
(٣) بحار الأنوار ، ج ٧٠ ، ص ٢٣٩.
(٤) تفسير الصافي في ذيل الآية محل البحث.