٢ ـ طلب الرجوع إلى الدنيا ...
من لحظة الموت تبدأ حسرات المجرمين وآهاتهم ، وتشتعل في قلوبهم رغبة الرجوع إلى الدنيا ، ويصرخون ويدعون ولات حين مناص ...
وفي القرآن الكريم أمثلة كثيرة في هذا الصدد ، أكثرها بساطة هذه الآية محل البحث (هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ).
أمّا في الآية (٢٧) من سورة الأنعام فنقرأ : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا).
أمّا في الآية (٦٦) سورة الأحزاب فتقول منها : (يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا).
ونقرأ في الآيتين ٩٩ ـ ١٠٠ من سورة المؤمنون : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ).
وهذه الحالة تستمر حتى في صوره وقوف المجرمين على حافة النار ، كما في الآية ٢٧ من سورة الأنعام ، إذ تقول : (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ...)
إلّا أن هذه العودة لن تتحقق ، لأنّها سنة الله سبحانه ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن تجد لسنة الله تحويلا ، فلو قطعت ثمرة غير ناضجة من الشجرة ثمّ عادت ، ولو سقط الجنين من بطن امّه قبل اكتماله ، ثمّ عاد الى الرحم ... لأمكن أن يعود هؤلاء ...
فبناء على ذلك فإن الطريق الوحيد المعقول ، هو التوقّي من حسرة ما بعد الموت بالتوبة من الذنب ، والأعمال الصالحة ، ما دامت الفرصة سانحة وإلّا فلا ينفع الندم بعد فوات الأوان! ...
٣ ـ فضل العجم :
جاء في تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق ذيل الآيات محل البحث