أحيانا عن الزواج بالخبيثات فيجيبهم سلبا. وهذا يدل على أن الخبيثة تعني المرأة الساقطة ، وليس الكلام السيء ولا العمل المنحط (١).
والسؤال الآخر : هل أن خبث هذه المجموعة من النساء والرجال أو طيبهم يراد به الشرف والعفّة ، أو يتعلّق بانحطاط في الفكر أو العمل أو القول؟
إنّ المفهوم الأوّل للآية هو الأصوب ، لأنّه يطابق ما جاء في الآيات والأحاديث ، لكنّ بعض الأحاديث يعطي معنى واسعا لكلمتي الخبيث والطيب اللتين وردتا في هذه الآيات ، ولا يحصرهما بالانحطاط الخلقي وطهارة الشخص.
وعلى هذا فلا يبعد أن يكون مفهوم الآية الأولى خاصا بذلك المعنى الخاص ، إلّا أنه بملاحظة الملاك والغاية من الحكم يمكن تعميمه وتوسعته.
وبتعبير آخر : إن الآية السابقة بيان لميل الصنو إلى صنوه ، رغم اختصاصها من حيث الموضوع يبحث العفّة والانحطاط الخلقي ، «تأملوا جيدا».
٢ ـ هل هذا حكم تكويني أم تشريعي؟
لا شكّ في أن الأمثال التالية تشير إلى سنة تكوينيّة تطبق على المخلوقات جميعا ، حتى على ذرات الوجود في الأرض والسماء ، وهي جذب الشيء لنظيره كما يجذب الكهرب التبن.
أصحاب النور ينجذبون إلى أصحاب النور.
وأصحاب النّار يميلون إلى أصحاب النّار.
و «السنخية علّة الانظمام» كما يقول المثل.
وعلى كل حال ، فإن كل صنو يتبع صنوه ، وكل مجموعة متجانسة ترتاح
__________________
(١) وسائل الشيعة ، المجلد ١٤ ، صفحة ٣٣٧ ، الباب ١٤ من أبواب ما يحرم بالمصاهرة.