٢ ـ ما المقصود بالبيوت غير المسكونة؟
في معرض الإجابة على هذا السؤال لا بدّ من الإشارة إلى اختلاف المفسّرين في ذلك ، فقد قال البعض : يقصد بها المباني التي لا يسكنها شخص معين ، وهي لعموم الناس ، كالمنازل العامّة في الطرق البرية والفنادق والحمامات العامّة وأمثالها. وقد جاء هذا المعنى بصراحة في حديث للإمام الصادق عليهالسلام (١).
وفسّر البعض ذلك بالخرائب التي ليست لها جدران ولا أبواب ، يدخلها من يشاء ، غير أنّ هذا التفسير يبدو بعيدا جدا عن الصواب ، فلا أحد يضع متاعه في هذه المنازل.
وقال آخرون : إنّها إشارة إلى مخازن التجار وحوانيتهم ، التي احتوت على متاع الناس أمانة لديهم لغرض البيع ، ويمكن لكلّ صاحب متاع الدخول إلى هذا المخزن ليأخذ متاعه ، وهذا التّفسير أيضا يبدو غير منسجم مع ما قصدته الآية.
كما يحتمل أنّها قصدت المنازل التي ليس فيها أحد ، ويضع المرء متاعه فيها أمانة بعد علمه برضا صاحبها ضمنا في حراستها ورفعها عند الحاجة.
وبعض هذه التفاسير لا يتناقض مع غيره ، إلّا أنّ التّفسير الأوّل ينسجم انسجاما أفضل مع معنى الآية وقصدها ، ويتّضح بذلك أنّه لا يجوز لشخص له متاع في منزل أن يدخل المنزل دون استئذان من صاحبه حتى لو لم يكن في البيت أحد حينذاك.
٣ ـ عقاب من يتلصّص على منازل الناس :
جاء في كتب الفقه والحديث. إذا تلصّص شخص على داخل منزل وشاهد امرأة فيه لم تتحجب ، فلأهل الدار أوّلا نهيه عن هذا العمل ، وإن امتنع رموه
__________________
(١) وسائل الشيعة ، المجلد الرّابع عشر ، صفحة ١٦١.