بحوث
١ ـ فلسفة الحجاب
ممّا لا شكّ فيه أنّ الحديث عن الحجاب للمتغربين في عصرنا الذي سمّوه بعصر التعري والحرية الجنسية ، ليس حديثا سارّا حيث يتصوّرونه أسطورة يعود لعصور خلت.
إلّا أنّ الفساد الذي لا حدّ له ، والمشاكل المتزايدة والناتجة عن هذه الحرّيات التي لا قيد لها ولا حدود ، أدى بالتدريج إلى إيجاد الأذن الصاغية لهذا الحديث.
وقد تمّ حلّ كثير من القضايا في بيئات إسلامية ودينية أخرى ، خاصّة في أجواء إيران بعد الثورة الإسلامية ، وأجيب عن الكثير من هذه الأسئلة بشكل مقنع.
ومع كل هذا تستوجب أهمية الموضوع بحث هذه القضية بحثا واسعا وعميقا.
والقضية المطروحة (نقولها مع الاعتذار) : هل من الصحيح أن تستغل النساء للتلذّذ من جانب الرجال عن طريق السمع والنظر واللمس (باستثناء المجامعة) وأن يكن تحت تصرف جميع الرجال ، أو أن تكون هذه الأمور خاصّة لأزواجهنّ؟
إنّ النقاش يدور حول هذا السؤال : هل يجب بقاء النساء في سباق لا نهاية له في عرض أجسامهنّ ، وتحريك شهوات وأهواء الرجال؟ أو يجب تصفية هذه الأمور من أجواء المجتمع ، وتخصيصها بالأسرة والحياة الزوجية؟!
الإسلام يساند الأسلوب الثّاني. ويعتبر الحجاب جزءا من هذا الأسلوب ، في الوقت الذي يساند فيه الغربيون والمتغربون الشهوانيون الأسلوب الأوّل!
يقول الإسلام : إنّ الأمور الجنسية سواء كانت مجامعة أو استلذاذا عن طريق السمع أو البصر أو اللمس خاصّ بالأزواج ، ومحرّم على غيرهم ، لأنّ ذلك يؤدّي إلى تلويث المجتمع وانحطاطه ، وعبارة (هُوَ أَزْكى لَكُمْ) التي جاءت في الآية