٤ ـ تفسير عبارة (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ)
لظاهر هذه العبارة مفهوم واسع ، ويدل على أنّه بإمكان المرأة الظهور دون حجاب بحضور عبدها ، إلّا أنّ بعض الأحاديث صرّحت بأنّ ذلك يعني فقط الظهور بين الجواري حتى لو كنّ غير مسلمات ، ولا يشمل هذا الحكم العبيد.
ففي حديث للإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «لا ينظر العبد إلى شعر سيّدته» (١).
ويستفاد من أحاديث أخرى تعميم هذا الحكم على الجواري والعبيد ، إلّا أنّ ذلك خلافا للاحتياط.
٥ ـ تفسير (أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ)
«الإربة» في الأصل مشتقة من «أرب» على وزن «عرب» وكما يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته ، شدّة الحاجة التي تدفع بالإنسان إلى إيجاد حلّ لها.
كما استعملت بمعنى الحاجة بشكل عامّ. والقصد هما من «أولي الإربة من الرجال» الذين لهم رغبة جنسية وهم بحاجة إلى زوجة ، وعلى هذا ، فإنّ «غير أولي الإربة» هم الرجال الذين لا رغبة جنسية لديهم أصلا.
ولكن من المقصود بذلك؟
هنالك اختلاف بين المفسّرين.
قال البعض منهم : إنّهم كبار السنّ الذين خمد لديهم دافع الشهوة الجنسية ، (كالقواعد من النساء والنسوة اللاتي تجاوزت أعمارهن حدّ الزواج وهنّ كالمتقاعدات في هذا المجال).
وقال آخرون : إنّ المقصود هو الخصي من الرجال.
وقال بعض المفسّرين : إنّه الرجل الخنثى ، أي : الذي لا يمتلك آلة الرجولة.
__________________
(١) وسائل الشيعة ، الباب ١٢٤ ، من مقدمات النكاح ، الحديث الثامن.