ولا جدال في أنّ الإمدادات الإلهية والقوى الروحية الخفية تساعد هذا الشخص الذي تزوج ليحفظ نفسه ويطهرها. وعلى كلّ مؤمن أن يطمئن لما وعده الله ، فقد ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «من ترك التزويج مخافة العيلة فقد ساء ظنّه بالله ، إن الله عزوجل يقول : (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (١).
وهناك أحاديث عديدة في هذا المجال ، لو تناولناها جميعا بالبحث لخرجنا عن بحثنا التّفسيري هذا.
٢ ـ المراد من عبارة (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ).
ممّا يلفت النظر في الآيات موضع البحث أنّها حين التحدّث عن زواج الرجال والنساء الأيامي تأمر بالتعجيل في الزواج ، وعدم وضع العراقيل في وجهه ، أمّا بالنسبة للعبيد والجواري ، فتطلب توفر شرط الصلاح فيهم للزواج.
وذهب عدد من المفسّرين (كالكاتب العظيم صاحب تفسير الميزان ، وكذلك صاحب تفسير الصافي) إلى صلاحيتهم للزواج في حين أن هذا الشرط يجب أن يتوفر في النساء والرجال الأحرار أيضا.
وقال البعض الآخر : إنّه يقصد الصلاح من ناحية الأخلاق والعقيدة ، لأنّ الصالحين يتمتعون بمكانة خاصّة من هذه الجهة ، ولكن السؤال يبقى على حاله : لماذا لم يرد هذا الشرط في الأحرار؟
ويحتمل أن يكون المراد غير هذا : ـ إذ أنّ أكثر العبيد في تلك الفترة في مستوى ثقافي وأخلاقي واطئ ، فلا يشعرون بأيّة مسئولية ، ولا يقدرون المشاعر المشتركة في الحياة. فلو تزوجوا لتركوا زوجاتهم بسهولة ، ومن هنا استوجبت الآية التأكد من صلاحيتهم للزواج.
__________________
(١) وسائل الشيعة ، المجلد الرّابع عشر ، صفحة ٢٤ ، الباب ١٠ «من أبواب مقدمات النكاح».