الحياة ومشاغل السنين ولا ينغص صفوهم همّ طارئ أو غم نازل ، وان كل ما تمتد إليه الأعين وتسافر نحوه الظنون من صنوف الملاذ حاضر لديهم ينالونه وهم متكئون على الأرائك متمددون تحت الظلال مما ورد وصفه مجسّدا. وذلك كله على طريق الكناية ؛ وقد تقدم القول فيها مطولا.
٢ ـ تنوين صراط وفيه تفخيم كما تقدم وإيجاز يشير إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن إذ لا صراط أقوم منه ومن نماذج هذا التنوين في الشعر قول كثير عزة :
لئن كان يهدي برد أنيابها العلا |
|
لأفقر مني انني لفقير |
وقيل هذا البيت من أبيات المجنون وقبله :
دعوت إلهي دعوة ما جهلتها |
|
وربي بما تخفي الصدور بصير |
وبعده :
فما أكثر الأخبار أن قد تزوجت |
|
فهل يأتيني بالطلاق بشير |
وقوله لئن كان يهدي بيان للدعوة التي دعاها عن قصد وحضور قلب وما بينهما اعتراض للتأكيد وإفادة أن الدعوة كانت في السر أي لئن كان يعطي برد أسنانها العليا وخصها بالذكر لأنها أول ما يبدو عند التبسم لأحوج مني إنني لبليغ الفقر حقيق بأن أوصف به لكمال