نحو «وإن لم تفعل فما بلغت رسالته» لأن الشرط يليه مثبت لم ولا يليه مثبت لمّا ، وتنفرد لم عن لما أيضا بجواز انقطاع نفي منفيها نحو «هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا» لأن المعنى أنه قد كان بعد ذلك شيئا مذكورا ، وتنفرد لمّا عن لم بجواز حذف مجزومها كقاربت المدينة ولما ، أي ولمّا أدخلها ، ولا يجوز ذلك في لم وحملوا قول إبراهيم بن علي بن محمد الهرمي على الضرورة وهو :
احفظ وديعتك التي استودعتها |
|
يوم الأعازب إن وصلت وان لم |
أي وإن لم تصل ، وتنفرد لما عن لم أيضا بتوقع ثبوت منفيها كقوله تعالى «بل لما يذوقوا عذاب» أي الى الآن ما ذاقوه وسوف يذوقونه ، وفرق سيبويه بينها وبين لم في هذا الصدد بأن لم نفي لفعل يتوقع وجوده لم يقبل مثبته قد ، ولما نفي لما يتوقع وجوده أدخل على مثبته قد ، ومن الفرق الدقيق أنه لا يجوز أن تقول الحجر لم يتكلم ويجوز أن تقول الحجر لا يتكلم لأنه ما بعد لم يفيد التوقع وذلك مستحيل.
٢ ـ قصة إسلام عمر :
يروي التاريخ أن هذه الآيات نزلت بعد إسلام عمر ، ولإسلام عمر قصة محبوكة الحلقات فيها متعة ، وفيها طرافة ، ولكن لها روايات كثيرة وطرقا مختلفة نجتزىء منها برواية عطاء ومجاهد التي نقلها ابن اسحق عبد الله بن أبي نجيح وهي تذكر ان عمر قال : كنت للإسلام تباعدا ، وكنت صاحب خمر في الجاهلية أصبها وأشربها وكان