المفرد ، وفي شأن المؤمنين الذين يعملون الصالحات جاءت «الجنّات» بصيغة الجمع ، وذلك لأنّ رحمة الله عزوجل وسعت غضبه.
والتأكيد على الخلود ووعد الله الحقّ ، تأكيد أيضا على سعة هذه الرحمة ، وتفوّقها على الغضب.
وللنعيم معنى واسع يشمل كلّ أنواع النعم الماديّة والمعنوية ، وحتّى النعم التي لا يمكن أن ندركها ، فنحن أسارى شهوات البدن في هذه الدنيا ، والراغب في (مفرداته) يقول : النعيم : النعمة الكثيرة.
* * *
بحوث
١ ـ تحريم الغناء
لا شكّ في أنّ الغناء بصورة إجمالية حرام على المشهور بين علماء الشيعة ، وتصل هذه الشهرة إلى حدّ الإجماع.
وأكّد كثير من علماء أهل السنّة على هذه الحرمة ، وإن كان بعضهم قد استثنوا بعض الأمور ، وربّما لا يعدّ بعضها استثناء في الحقيقة ، بل تعتبر خارجة عن موضوع الغناء ، أو كما يقال : خارج تخصّصا.
يقول «القرطبي» في ذيل الآيات مورد البحث في هذا الباب : «وهو الغناء المعتاد عند المشتهرين به ، الذي يحرّك النفوس ويبعثها على الهوى والغزل ، والمجون الذي يحرّك الساكن ويبعث الكامن ، فهذا النوع إذا كان في شعر يشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن وذكر الخمور والمحرّمات لا يختلف في تحريمه ، لأنّه اللهو والغناء المذموم بالاتّفاق ، فامّا ما سلم من ذلك فيجوز القليل منه في أوقات الفرح ، كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقّة كما كان في حفر الخندق وحدو أنجشة وسلمة بن الأكوع ، فامّا ما ابتدعته الصوفية اليوم