رغبة خاصّة لديه صلىاللهعليهوآله في الزواج من زينب ، بل هي كسائر الزوجات ، بل ربّما كانت أقل من بعض الزوجات من بعض الجهات ، وهذا شاهد تأريخي آخر على نفي هذه الأساطير.
ونرى في نهاية المطاف ضرورة الإشارة إلى احتمال أن يقول شخص : إنّ محاربة مثل هذه السنّة الخاطئة واجب ، ولكن أيّة ضرورة تدعو إلى أن يقتحم النّبي صلىاللهعليهوآله هذا الميدان بنفسه؟ فقد كان بإمكانه أن يطرح هذه المسألة ويبيّنها كقانون ، ويرغب الآخرين في الزواج من مطلّقة المتبنّي.
غير أنّ مخالفة سنّة جاهلية خاطئة ـ خاصّة وأنّها تتعلّق بالزواج من أفرادهم دون شأن المقابل ظاهرا ـ قد تكون غير مقبولة بالكلام والتقنين أحيانا ، إذ يقول الناس : إذا كان هذا الأمر حسنا فلما ذا لم يفعله هو؟ لم لم يتزوّج بمطلّقة عبده المعتق وابنه المتبنى؟
في مثل هذه الموارد ينهي الإقدام والإجراء العملي كلّ هذه الأسئلة والإشكالات ، وعندها ستتكسّر وتتلاشى تلك السنّة الخاطئة. إضافة إلى أنّ هذا العمل كان بنفسه تضحية وإيثارا.
٢ ـ روح الإسلام التسليم أمام الله
لا شكّ أنّ استقلال الإنسان الفكري والروحي لا يسمح له أن يستسلم لأحد بدون قيد أو شرط ، لأنّه إنسان مثله ، ومن الممكن أن تكون له أخطاء واشتباهات في المسائل.
أمّا إذا انتهت المسألة إلى الله العالم والحكيم ، والنّبي الذي يتحدّث عنه ويسير بأمره ، فإنّ عدم التسليم المطلق دليل على الضلال والانحراف ، حيث لا يوجد أدنى اشتباه في أوامره سبحانه. إضافة إلى أنّ أمره حافظ لمنافع الإنسان نفسه ، ولا يعود شيء على ذاته المقدّسة ، فهل يوجد إنسان عاقل يسحق مصالحه برجله