الآيتان
(خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١))
التّفسير
هذا خلق الله :
مواصلة للبحث حول القرآن والإيمان به في الآيات السابقة ، تتحدّث الآيتان أعلاه عن أدلّة التوحيد الذي هو أهمّ الأصول العقائدية.
تشير الآية الاولى إلى خمسة أقسام من مخلوقات الله التي ترتبط مع بعضها ارتباطا وثيقا لا ينفصل ، وهي : خلق السماء ، وكون الكواكب معلّقة في الفضاء ، وخلق الجبال لتثبيت الأرض ، ثمّ خلق الدواب ، وبعد ذلك الماء والنباتات التي هي وسيلة تغذيتها ، فتقول : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها).
(العمد) جمع (عمود) ، وتقييد بنائها وإقامتها بـ (تَرَوْنَها) دليل على أنّه ليس لهذه السماء أعمدة مرئيّة ، ومعنى ذلك أنّ لها أعمدة إلّا أنّها غير قابلة للرؤية ، وكما