الآية
(ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٤٠))
التّفسير
مسألة الخاتمية :
هذه الآية هي آخر ما بيّنه الله سبحانه فيما يتعلّق بمسألة زواج النّبي صلىاللهعليهوآله بمطلّقة زيد لكسر عرف جاهلي خاطئ ، وهي جواب مختصر كآخر جواب يقال هنا ، وتبيّن في نهايتها حقيقة مهمّة اخرى ـ وهي مسألة الخاتمية ـ بمناسبة خاصّة.
تقول أوّلا : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) لا زيد ولا غيره ، وإذا ما أطلقوا عليه يوما انّه «ابن محمّد» فإنّما هو مجرّد عادة وعرف ليس إلّا ، وما إن جاء الإسلام حتّى اجتثّت جذوره ، وليس هو رابطة طبيعيّة عائلية.
طبعا كان للنبي صلىاللهعليهوآله أولاد حقيقيون ، وأسماؤهم «القاسم» و «الطيّب» و «الطاهر» و «إبراهيم» ، إلّا أنّهم ـ طبقا لنقل المؤرخّين ـ جميعا قد ودّعوا هذه الدنيا وارتحلوا عنها قبل البلوغ ، ولذلك لم يطلق عليهم أنّهم «رجال» (١).
__________________
(١) تفسير القرطبي ، وتفسير الميزان ذيل الآية مورد البحث.