بحوث
مناسبة للبحث الذي ورد في الآيات المذكورة في شأن واجبات المسلمين عند ما يدعون إلى ضيافة النّبي صلىاللهعليهوآله ، نورد جانبا من تعليمات الإسلام فيما يتعلّق بأصل مسألة «الضيافة» ، وحقّ الضيف ، وواجبات المضيف :
١ ـ الضيافة :
لقد أولى الإسلام مسألة الضيافة أهميّة خاصّة ، حتّى أنّه ورد في حديث عن النّبي صلىاللهعليهوآله : «الضيف دليل الجنّة» (١).
إنّ أهميّة الضيف ووجوب احترامه وتقديره ، بلغ حدّا اعتبر فيه هدية سماوية ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى إليهم هدية ، قالوا : وما تلك الهدية؟ قال : الضيف ينزل برزقه ، ويرتحل بذنوب أهل البيت» (٢).
والطريف أنّ رجلا حضر عند النّبي صلىاللهعليهوآله فقال : فداك أبي وامّي ، إنّي أسبغ الوضوء ، وأقيم الصلاة ، وأؤتي الزكاة في حينها ، وارحّب بالضيف واقريه في الله ، فقال صلىاللهعليهوآله : «بخ بخ بخ! ما لجهنّم عليك سبيل! إنّ الله قد برأك من الشحّ إن كنت كذلك».
الكلام في هذا الباب كثير ، ونكتفي بهذا القدر رعاية للاختصار.
٢ ـ مراعاة البساطة في الضيافة :
مع كلّ الأهمية التي يتمتّع بها الضيف ، فإنّ الضيافة إذا اتّسمت بالتكلّف فإنّها غير راجحة من وجهة نظر الإسلام ، بل ونهى عنها ، فإنّ الإسلام يوصي بأن تكون الضيافة بسيطة ، وجعل معيارا عادلا بين الضيف والمضيف ، وهو : أن لا يبخل
__________________
(١) بحار الأنوار ، المجلّد ٧٥ ، صفحة ٤٦٠ باب ٩٣ حديث ١٤.
(٢) المصدر السابق.