بإخراجهم من المدينة ، سواء بقوا فيها أم خرجوا.
ثمّ تضيف الآية الأخيرة من هذه الآيات أنّ هذا الأمر ليس جديدا ، بل (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) فكلّما زادت صلافة المفسدين وتجاوزت مؤامراتهم الحدود ، يصدر الأمر بالهجوم عليهم.
ولمّا كان هذا الحكم سنّة إلهيّة ، فإنّه سوف لا يتغيّر ولا يتبدّل أبدا ، حيث أنّ سنّة الله ثابتة (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً).
إنّ هذا التعبير يجسّد كون هذا التهديد حقيقيا وجديا ، ليعلموا أنّ هذا المطلب والمصير حتمي ، وله جذوره ونظائره في التأريخ ، ولا سبيل إلى تغييره وتبديله ، فإمّا أن ينتهوا عن أعمالهم المخزية ، أو أن ينتظروا هذا المصير المؤلم.
* * *
تعليقات
١ ـ ابدأ بنفسك!
الأمر الذي ورد في الآيات مورد البحث حول وجوب رعاية الحجاب الإسلامي بدقّة ، وأمر النّبي صلىاللهعليهوآله أن يبلغ هذا الأمر ، أوّل ما بدأ بنساء النّبي ، ثمّ بناته ، ثمّ المؤمنات ، وهو إشارة إلى أنّك يجب أن تبدأ بنفسك وأهل بيتك في أيّ برنامج إصلاحي ، وهذا خطّ لكلّ مصلحي البشر.
وبدأ بالزوجات عند ما دار الأمر بين الزوجات والبنات ، وذلك لأنّهنّ أقرب إلى الرجل ، لأنّ البنات يتزوجنّ وينتقلن إلى بيوت الأزواج.
٢ ـ العلاج من طريقين :
لمّا كانت المفاسد الاجتماعية لا تنبعث من علّة واحدة غالبا ، فلذلك يجب أن تبدأ مكافحتها من جميع الجوانب. والطريف في الأمر أنّ الآيات المذكورة ، ومن