الآخرة شريفا خير من أن يكون في الدنيا شريفا وفي الآخرة ذليلا ، ومن يخيّر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا ولا يصيب الآخرة.
فتعجّبت الملائكة من حسن منطقه ، فنام نومة فاعطي الحكمة ، فانتبه يتكلّم بها» (١).
٢ ـ صور من حكمة لقمان
لقد ذكر بعض المفسّرين بعضا من كلمات لقمان الحكيمة مناسبة للمواعظ التي وردت في آيات هذه السورة ، ونحن نذكر هنا مختصرا منها :
أ ـ كان لقمان يقول لابنه : يا بني ، إنّ الدنيا بحر عميق ، وقد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل شراعها التوكّل على الله ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك (٢).
وقد ورد نفس هذا المطلب ضمن كلام الإمام الكاظم عليهالسلام مع هشام بن الحكم بصورة أكمل ، نقلا عن لقمان الحكيم : «يا بنيّ ، إنّ الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكّل ، وقيّمها العقل ، ودليلها العلم ، وسكّانها الصبر» (٣).
ب ـ وفي حوار آخر مع ابنه حول آداب السفر يقول :
يا بنيّ ، سافر بسيفك وخفّك وعمامتك ، وخبائك وسقائك ، وخيوطك ومخرزك ، وتزوّد معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك ، وكن لأصحابك موافقا إلّا في معصية الله عزوجل.
يا بنيّ ، إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم.
__________________
(١) مجمع البيان الجزء ٨ صفحة ٣١٦ ذيل الآية مورد البحث.
(٢) مجمع البيان. ذيل الآية مورد البحث.
(٣) اصول الكافي ، المجلّد الأوّل ، صفحة ١٣ كتاب العقل والجهل.