حاجة أو مقدّمة! وربّما كان ما ورد في بعض الرّوايات من أنّ الحمار كلّما أطلق صوته فقد رأى شيطانا ، لهذا السبب.
وقال البعض : إنّ صراخ كلّ حيوان تسبيح إلّا صوت الحمار!
وعلى كلّ حال ، فإنّنا إذا تجاوزنا كلّ ذلك ، فإنّ كون هذا الصوت قبيحا من بين الأصوات لا يحتاج إلى بحث ، وإذا رأينا في الرّوايات المرويّة عن الإمام الصادق عليهالسلام ، والتي فسّرت هذه الآية بالعطسة بصوت عال ، أو الصراخ عند التكلّم والتحدّث ، فإنّه في الحقيقة مصداق واضح لذلك (١).
* * *
تعليقات
١ ـ آداب المشي
صحيح أنّ المشي مسألة سهلة وبسيطة ، إلّا أنّ نفس هذه المسألة السهلة يمكن أن تعكس أحوال وأوضاع الإنسان الداخلية والأخلاقيّة ، وقد تحدّد ملامح شخصيته ، لأنّ روحيّة الإنسان وأخلاقه تنعكس في طيّات كلّ أعماله ، كما قلنا سابقا ، وقد يكون العمل الصغير حاكيا عن روحية متأصّلة أحيانا. ولمّا كان الإسلام قد اهتمّ بكلّ أبعاد الحياة ، فإنّه لم يهمل شيئا في هذا الباب أيضا.
ففي حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : «من مشى على الأرض اختيالا لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها» (٢).
وفي حديث آخر عن النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه نهى أن يختال الرجل في مشيه ، وقال : «من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنّم ، وكان قرين قارون
__________________
(١) مجمع البيان ، ذيل الآية مورد البحث.
(٢) ثواب الأعمال وأمالي الصدوق ، طبقا لنقل تفسير نور الثقلين ، الجزء ٤ ، صفحة ٢٠٧.