السّبكي. وألّف الإمام سراج الدين بن الملقّن (١) كتاب (الأشباه والنظائر) مرتّبا على الأبواب وهو فوق كتاب الأسنوي ودون ما قبله.
وألّفت (كتاب الأشباه والنظائر) مرتّبا على أسلوب آخر يعرف من مراجعته ، وهذا الكتاب الذي شرعنا في تجديده في العربية يشبه كتاب القاضي تاج الدين الذي في الفقه فإنه جامع لأكثر الأقسام ، وصدره يشبه كتاب الزركشي من حيث أن قواعده مرتبة على حروف المعجم.
وقد قال الكمال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في كتابه (نزهة الألباء في طبقات الأدباء) : «علوم الأدب ثمانية : اللغة ، والنحو ، والتصريف ، والعروض ، والقوافي ، وصنعة الشعر ، وأخبار العرب ، وأنسابهم». قال : «وألحقنا بالعلوم الثمانية علمين وضعناهما ، علم الجدل في النحو ، وعلم أصول النحو ، فيعرف به القياس ، وتركيبه ، وأقسامه ، من قياس العلّة وقياس الشبه وقياس الطرد ، إلى غير ذلك على حد أصول الفقه ، فإن بينهما من المناسبة ما لا خفاء به ، لأن النحو معقول من منقول ، كما أن الفقه معقول من منقول» (٢).
وقال الزركشيّ في أول قواعده : «كان بعض المشايخ يقول : العلوم ثلاثة ، علم نضج وما احترق وهو علم النحو والأصول ، وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير ، وعلم نضج واحترق وهو علم الفقه والحديث». انتهى.
ما اشتمل عليه الكتاب : وهذا الكتاب بحمد الله مشتمل على سبعة فنون :
الأول : فنّ القواعد والأصول التي تردّ إليها الجزئيات والفروع وهو مرتّب على حروف المعجم ، وهو معظم الكتاب ومهمّه ، وقد اعتنيت فيه بالاستقصاء والتتبّع والتّحقيق ، وأشبعت القول فيه ، وأوردت في ضمن كل قاعدة ما لأئمّة العربية فيها من مقال وتحرير وتنكيت وتهذيب ، واعتراض ، وانتقاد وجواب وإيراد ، وطرّزتها بما عدوّه من المشكلات من إعراب الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، والأبيات الشعرية ،
__________________
(١) سراج الدين بن الملقّن : عمر بن علي بن أحمد بن محمد .. الأنصاري الأندلسي الشافعي ، أبو حفص ، فقيه ، أصولي ، حافظ ، مؤرّخ. من مصنّفاته : «الإشارات إلى ما وقع في المنهاج النووي من الأسماء والمعاني واللغات في فروع الفقه الشافعي» ، و «العقد المذهب» وغيرها. (ت ٨٠٤ ه / ١٤٠١ م). ترجمته في : شذرات الذهب (٧ / ٤٤) ، وحسن المحاضرة (١ / ٢٤٩) ، وطبقات الشافعية (٩٠).
(٢) انظر نزهة الألباء (٧٦).