الجمهور أن وزنه فعلة وأنه من الأوزان التي انفرد بها المعتلّ الذي هو على وزن فاعل لمذكر عاقل.
وقال بعضهم : وزنه فعلة ككامل وكملة ، وإن هذه الضمة للفرق بين المعتلّ الآخر والصحيح.
وقال الفراء : وزنه فعّل بتضعيف العين كنازل ونزّل ، والهاء فيه ـ أعني في غزاة ورماة ـ عوض مما ذهب من التضعيف ، كالهاء في إقامة واستقامة عوض مما حذف.
قال أبو حيان : وقد نظم هذا الخلاف أحمد بن منصور اليشكريّ في أرجوزته في النحو ، وهي أرجوزة قديمة عدّتها ثلاثة آلاف بيت إلا تسعين بيتا. احتوت على نظم سهل وعلم جمّ فقال :
والوزن في الغزاة والرّماة |
|
في الأصل عند حملة الرّواة |
فعلة ليس لها نظير |
|
في سالم من شأنه الظّهور |
وآخرون فيفه قالوا : فعله |
|
كما تقول في الصحيح الحمله |
فخصّ في ذلك حرف الفاء |
|
بالضّمّ في ذي الواو أو ذي الياء |
وخالف الفراء ما أنبات |
|
وحجّهم بقولهم : سراة |
وعنده وزن غزاة فعّل |
|
كما تقول نازل ونزّل |
فالهاء من ساقطها معتاضه |
|
وإنما تعرف بالرياضه |
كالأصل في إقامة إقوام |
|
بالاعتياض اطّرد الكلام |
وبعضها جاء على التّأصيل |
|
غزّى وعفّى ليس بالمجهول |
الفرق بين البدل والعوض : وقال الزمخشري في (الأحاجي) (١) : معنى العوض أن يقع في الكلمة انتقاص فيتدارك بزيادة شيء ليس في أخواتها كما انتقص التثنية والجمع السالم بقطع الحركة والتنوين عنهما فتدارك ذلك بزيادة النون ، والفرق بين العوض والبدل أن البدل يقع حيث يقع المبدل منه ، والعوض لا يراعى فيه ذلك ، ألا ترى أن العوض في اللهم في آخر الاسم والمعوّض منه في أوله.
وقد ألّف ابن جني (كتاب التعاقب) في أقسام البدل والمبدل منه والعوض والمعوض منه ، وقال في أوله : اعلم أن كلّ واحد من ضربي التعاقب وهما البدل والعوض قد يقع في الاستعمال موضع صاحبه ، وربما امتاز أحدهما بالموضع دون
__________________
(١) انظر الأحاجي النحوية (٤٦).