حرف الثاء
الثقل والخفّة
يعرفان من طريق المعنى لا من طريق اللفظ ، ذكر هذه القاعدة أبو البقاء في (التبيين) قال (١) : فالخفيف من الكلمات ما قلّت مدلولاته ولوازمه ، والثقيل ما كثر ذلك فيه ، فخفّة الاسم أنه يدلّ على مسمّى واحد ولا يلزمه غيره في تحقق معناه ، كلفظة (رجل) فإن معناها ومسماها الذّكر من بني آدم ، و (الفرس) هو الحيوان الصهّال ، ولا يقترن بذلك زمان ولا غيره ، ومعنى ثقل الفعل أن مدلولاته ولوازمه كثيرة ، فمدلولاته : الحدث والزمان ، ولوازمه : الفاعل والمفعول والتصرّف وغير ذلك.
ثبوت الحدث في اسم الفاعل أقلّ من ثبوته في الفعل
ذكره ابن الصائغ في (تذكرته) قال : فعثا زيد وهو مفسد ، متقاربان ، بخلاف عثا وقد أفسد ، ولهذا جعل الزمخشري مفسدين من قوله تعالى : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [البقرة : ٦٠] حالا مؤكّدة.
__________________
(١) انظر مسائل خلافية في النحو (ص ١٢٠).