١٠٥ ـ وقاتم الأعماق خاوي المخترق
فأسكن القاف وهي مجرورة ، والمشدّد كقوله : [الرمل]
١٠٦ ـ أصحوت اليوم أم شاقتك هر |
|
[ومن الحبّ جنون مستعر] |
فحذف إحدى الراءين كما حذف الحركة من قاف المخترق.
قال : وهذا إن شئت قلبته فقلت : إن الحرف أجري فيه مجرى الحركة ، وجعلت الموضع في الحذف للحركة ثم لحق بها الحرف.
قال : وهو عندي أقيس.
ومن ذلك استكراههم اختلاف التوجيه أن يجتمع مع الحركة غيرها من أختيها ، نحو الجمع بين المخترق وبين العقق والحمق. فكراهيتهم هذا نحو من امتناعهم من الجمع بين الألف مع الياء أو الواو ردفين.
قال : ومن ذلك عندي أن حرفي العلة الياء والواو قد صحّا في بعض المواضع للحركة بعدهما كما يصحّان لوقوع حرف اللين ساكنا بعدهما ، وذلك نحو : القود والحوكة والخونة والغيب والصّيد وحول وروع و (إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) [الأحزاب : ١٣] فيمن قرأ كذلك فجرت الياء والواو هنا في الصحة لوقوع الحركة بعدهما مجراهما فيها لوقوع حرف اللين ساكنا بعدهما ، نحو القواد والحواكة والخوانة والغياب والصياد وحويل ورويع ، وإن بيوتنا عويرة. وكذلك ما صحّ من نحو قولهم : هيؤ الرجل من الهيأة هو جار مجرى صحة هيؤ لو قيل ، فاعرف ذلك فإنه لطيف غريب.
الفائدة الثالثة : كمية الحركات
قال (٣) ابن جنّي في باب كمية الحركات : أما ما في أيدي الناس في ظاهر الأمر فثلاث ، وهي الضمة والكسرة والفتحة ، ومحصولها على الحقيقة ست ، وذلك أن بين
__________________
١٠٥ ـ الرجز لرؤبة في ديوانه (ص ١٠٤) ، والأغاني (١٠ / ١٥٨) ، وجمهرة اللغة (ص ٤٠٨) ، وخزانة الأدب (١٠ / ٢٥) ، والخصائص (٢ / ٢٢٨) ، والدرر (٤ / ١٩٥) ، وشرح أبيات سيبويه (٢ / ٣٥٣) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٢٢٣) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٧٦٤) ، والمقاصد النحوية (١ / ٣٨).
١٠٦ ـ الشاهد لطرفة بن العبد في ديوانه (ص ٥٠) ، وبلا نسبة في الخصائص (٢ / ٢٢٨) ، ورصف المباني (ص ٤٣٦) ، ولسان العرب (هرر).
(١) انظر الخصائص (٣ / ١٢٠).