الضمة والكسرة ، وذلك أنهم يقولون في غرفة : غرفات وفي كسرة : كسرات بالإتباع ، ثم إنهم يستثقلون ذلك فيقولون : كسرات وغرفات بالسكون ، وبعضهم يقول : غرفات وكسرات بالفتح ، فيعرف أن بين الفتحة والسكون مناسبة ، ولا يقولون ذلك في ضربة وإنما يقولون : ضربات بالفتح لا غير ، وأيضا فإن العرب تخفّف الكسرة في فخذ والضمة في عضد ، ولا تخفف الفتحة في : جمل ، فأما القدر والقدر فلغتان ، وكذلك الدّرك والدّرك.
ومما يدل على مناسبة الفتحة السكون أن الواحد إذا اعتلّت عينه بالسكون اعتلّ في الجمع بالقلب إلى الياء على شرائط ، تقول : ثوب وثياب وسوط وسياط ، ولم يقولوا أثواب. كما قالوا طوال ، لأن الواو في طويل متحركة ، وقالوا في جواد : جياد ، فقلبوا في الجمع لأنها في الواحد مفتوحة والفتح يقارب السكون ، انتهى.
الفائدة الثامنة : مطل الحركات ومطل الحروف
قال (١) ابن جنّي : باب في مطل الحركات ومطل الحروف :
أما الأول فينشأ عن الحركة حرف من جنسها فينشأ بعد الفتحة ألف وبعد الكسرة ياء وبعد الضمة واو ، وقد تقدّمت أمثلته في الفائدة الثانية ، قال : ومن مطل الفتحة قول عنترة : [الكامل]
١٠٧ ـ ينباع من ذفرى غضوب جسرة |
|
[زيّافة مثل الفنيق المكدم] |
وقال أبو علي : أراد ينبع فأشبع الفتحة فأنشأ عنها ألفا.
وقال الأصمعي : يقال : انباع الشجاع ينباع انبياعا ، إذا انخرط من بين الصفين ماضيا وأنشد فيه : [السريع]
١٠٨ ـ يطرق حلما وأناة معا |
|
ثمّت ينباع انبياع الشّجاع |
__________________
(١) انظر الخصائص (٣ / ١٢١).
١٠٧ ـ الشاهد لعنترة في ديوانه (ص ٢٠٤) ، والإنصاف (١ / ٢٦) ، وخزانة الأدب (١ / ١١٢) ، والخصائص (٣ / ١٢١) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٣٣٨) ، وشرح شواهد الشافية (ص ٢٤) ، ولسان العرب (غضب) ، و (نبع) ، و (زيف) ، والمحتسب (١ / ٢٥٨) ، وبلا نسبة في الخصائص (٣ / ١٩٣) ، ورصف المباني (ص ١١) ، وشرح شافية ابن الحاجب (١ / ٧٠) ، ولسان العرب (بوع) ، و (تنف) ، و (دوم) ، ومجالس ثعلب (٢ / ٥٣٩) ، والمحتسب (١ / ٧٨).
١٠٨ ـ الشاهد للسفاح بن بكير اليربوعي في تاج العروس (بوع) ، وشرح اختيارات المفضل (١٣٦٣) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة (١٥ / ٧١) ، ومقاييس اللغة (١ / ٣١٩) ، ولسان العرب (بوع) ، و (نبع) ، و (ثمم).