نحو : وانقطاع ظهرهيه ، واغلامكيه ، واغلامهوه ، واغلامهموه ، وتقول في الوصل : واغلامهمو لقد كان كريما ، وانقطاع ظهرهي من هذا الأمر.
والمعنى الجامع بين التذكر والندبة قوة الحاجة إلى إطالة الصوت في الموضعين ، فلما كان هذه حال هذه الأحرف ، كنت عند التذكر كالناطق بالحرف المستذكر ، صار كأنه الملفوظ به فتمت هذه الأحرف ، وإن وقعن أطرافا يتممن إذا وقعن حشوا لا أواخر ـ فاعرف ذلك.
وكذلك الحركات عند التذكر يمطلن حتى يفين حروفا ، فإذا صرنها جرين مجرى الحروف المبتدأة توامّ ، فيمطلن أيضا حينئذ كما تمطل الحروف ، وذلك قولهم عند التذكر مع الفتحة في قمت : قمتا ، أي قمت يوم الجمعة ، ومع الكسرة : أنتي ، أي أنت عاقلة ، ومع الضمة : قمتو ، أي : قمت إلى زيد ، فإن كان الحرف الموقوف عليه عند التذكر ساكنا صحيحا كسر ، لأنه لا يجري الصوت في الساكن ، فإذا حرّك انبعث الصوت في الحركة ، ثم انتهى إلى الحرف ، ثم أشبعت ذلك الحرف ومطلته ، كقولك في (قد) وأنت تريد قد قام : قدي ، وفي من : مني ، وفي هل : هلا ، وفي نعم : نعمى ، وفي لام التعريف من الغلام مثلا إلى ، وإنما حرك بالكسرة دون أختيها لأنه ساكن احتيج إلى حركة فجرى مجرى التقاء الساكنين ، نحو : قم الليل ، وعليه أطلق المجزوم والموقوف في القوافي المطلقة إلى الكسر كقوله : [الطويل]
١١٣ ـ [أغرّك مني أن حبّك قاتلي] |
|
وأنّك مهما تأمري القلب يفعل |
وقوله : [الكامل]
١١٤ ـ [أزف الرحيل غير أنّ ركابنا] |
|
لمّا تزل برحالنا وكأن قد |
__________________
١١٣ ـ الشاهد لامرئ القيس في ديوانه (ص ١٣) ، والدرر (٦ / ٣٠٨) ، وشرح أبيات سيبويه (٢ / ٣٣٨) ، وشرح شواهد المغني (١ / ٢٠) ، وبلا نسبة في الخصائص (٣ / ١٣٠) ، وسرّ صناعة الإعراب (٢ / ٥١٤) ، وشرح المفصّل (٧ / ٤٣) ، وهمع الهوامع (٢ / ٢١١) ،
١١٤ ـ الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه (ص ٨٩) ، والأزهية (ص ٢١١) ، والأغاني (١١ / ٨) ، والجنى الداني (ص ١٤٦) ، وشرح التصريح (١ / ٣٦) ، وشرح شواهد المغني (٤٩٠) ، وشرح المفصّل (٨ / ١٤٨) ، ولسان العرب (قدد) ، ومغني اللبيب (ص ١٧١) ، والمقاصد النحوية (١ / ٨٠) ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (١ / ٤٥٥) ، ورصف المباني (ص ٧٢) ، وسرّ صناعة الإعراب (ص ٣٣٤) ، وشرح الأشموني (١ / ١٢) ، وشرح ابن عقيل (ص ١٨) ، وشرح قطر الندى (ص ١٦٠) ، وشرح المفصّل (١٠ / ١١٠) ، ومغني اللبيب (٣٤٢) ، والمقتضب (١ / ٤٢) ، وهمع الهوامع (١ / ١٤٣).