وَسَعِيراً) [الإنسان : ٤] في قراءة من نوّن الجميع ، وحديث ـ «أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا» (١).
ـ ومنه : إتباع كلمة لأخرى في فكّ ما استحقّ الإدغام كحديث ـ «أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب» (٢) ـ فكّ الأدبب وقياسه الأدبّ إتباعا للحوأب.
ـ ومنه : إتباع كلمة في إبدال الواو فيها همزة لهمزة أخرى كحديث : «ارجعن مأزورات غير مأجورات» (٣) والأصل موزورات لأنه من الوزر.
وقال أبو علي الفارسي في (التذكرة) : لا يصحّ أن يكون القلب فيه من أجل الإتباع لأن الأول ينبغي أن يجيء على القياس ، والإتباع يقع في الثاني ، وإنما مأزورات على يأجل ، قال : والغدايا والعشايا ، لا دلالة فيه ، لأن غدايا في جمع غدوة مثل حرّة وحرائر وكنّة وكنائن.
ـ ومنه : إتباع كلمة في إبدال واوها ياء لياء في أخرى كحديث : «لا دريت ولا تليت» (٤) والأصل تلوت لأنه من التلاوة.
ـ ومنه : إتباع ضمير المذكّر لضمير المؤنّث كحديث : «اللهم ربّ السّماوات السّبع وما أظللن وربّ الأرضين وما أقللن وربّ الشّياطين وما أضللن» (٥). والأصل
__________________
(١) الحديث في مجمع الزوائد للهيثمي (٣ / ١٢٦ و ١٠ / ٢٤١) ، وجمع الجوامع للسيوطي (٤٥٨٤) ، والمعجم الكبير للطبراني (١٠ / ١٩٢) ، وتفسير ابن كثير (٧ / ٤٣٩) ، وحلية الأولياء (٢ / ٢٨٠).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٦ / ٩٧) ، وهو في السلسلة الصحيحة للألباني (٤٧٤) ، والبداية والنهاية لابن كثير (٦ / ٢٤٠) ، ودلائل النبوة للبيهقي (٦ / ٤١٠).
(٣) أخرجه ابن ماجه في سننه (١ / ٥٠٢) ، والحديث في الجامع الصغير (١ / ٦٢).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (١ / ٣٩٧) (المكتبة العصرية) هكذا : عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : «العبد إذا وضع في قبره وتولّي وذهب أصحابه ، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلّى الله عليه وسلّم؟ فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال : انظر إلى مقعدك من النار ، أبدلك الله به مقعدا من الجنة. فيراهما جميعا ، أما الكافر أو المنافق فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقوله الناس. فيقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثّقلين». والحديث في إصلاح خطأ المحدّثين للخطابي (٣٣).
(٥) الحديث في مستدرك الحاكم (١ / ٤٤٦) ، وتفسير القرطبي (٨ / ١٧٥) ، ومشكل الآثار للطحاوي (٢ / ٣١٢) ، وزاد المسير لابن حجر (٨ / ٢٩٩) ، والدر المنثور للسيوطي (٤ / ٢٢٤) ، والبداية والنهاية (٤ / ١٨٣).