الحمل على الأكثر أولى من الحمل على الأقل
ومن ثم قال الأكثرون : إن (رحمن) غير منصرف ، وإن لم يكن له (فعلى) ، لأن ما لا ينصرف من (فعلان) أكثر ، فالحمل عليه أولى ، قاله صاحب (البسيط).
وقال (١) ابن يعيش : ذهب بعضهم إلى أن ألف (كلا) منقلبة عن ياء وذلك لأنه رآها قد أميلت.
قال (٢) سيبويه : لو سمّيت بـ (كلا) وثنّيت لقلبت الألف ياء ، لأنه قد سمع فيها الإمالة ، والأمثل أن تكون منقلبة عن واو لأنها قد أبدلت تاء في (كلتا) ، وإبدال التاء من الواو أضعاف إبدالها من الياء ، والعمل إنما هو على الأكثر ، وإنما أميلت لكثرة الكاف.
وقال السخاوي (في تنوير الدياجي) : سأل سيبويه الخليل عن (رمان) فقال : لا أصرفه في المعرفة وأحمله على الأكثر إذا لم يكن له معنى يعرف به (٣).
قال السخاوي : أي إذا كان لا يعمل من أي شيء اشتقاقه حمل على الأكثر ، والأكثر زيادة الألف والنون.
وقال (٤) ابن يعيش : القياس يقتضي زيادة النون في (حسان) وأن لا ينصرف حملا على الأكثر.
وقال الشلوبين : المحذوف من (ذو) ياء أو واو لأن الغالب على الاسم الثنائي المحذوف منه لامه أن تكون اللام المحذوفة منه ياء أو واوا ، والأغلب فيها الواو ، وقلّ أن يكون المحذوف غيرهما كالحاء من (حر) فينبغي أن يحكم على (ذو) بأن المحذوف منه ياء أو واو لا غيرهما ، لأنهما أكثر من غيرهما وإن كان يمكن أن يكون المحذوف منه هاء.
وقال أيضا : قد تكون الصفة مجتمعة فيها شروط الجمع بالواو والنون ولا تجمع بهما إذا كانت محمولة على غيرهما مما لا يجمع بالواو والنون ، وذلك نحو : (ندمان) ، كان قياسه أن يقال في جمعه : (ندمانون) ، لأن مؤنثه (ندمانة) ، ولكن سيبويه قال (٥) : إنهم لا يقولون ذلك وإن كان قد أجازه هو بعد ذلك ، وتوجيه شذوذه
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٥٤).
(٢) انظر الكتاب (٣ / ٤٠٠).
(٣) انظر الكتاب (٣ / ٢٤٠).
(٤) انظر شرح المفصّل (٩ / ١٥٥).
(٥) انظر الكتاب (٤ / ١١٧).