إذ قياس الفعل أن لا يضاف إليه ، لكن لوحظ المعنى وهو المصدر فصحت الإضافة.
وقال الزمخشري في (الأحاجي) (١) قولهم : نشدتك بالله لما فعلت ، كلام محرّف عن وجهه معدول عن طريقته مذهوب مذهب ما أغربوا به على السامعين من أمثالهم ونوادر ألغازهم وأحاجيهم وملحهم وأعاجيب كلامهم وسائر ما يدلون به على اقتدارهم وتصريفهم أعنة فصاحتهم كيف شاؤوا ، وبيان عدله أن الإثبات فيه قائم مقام النفي والفعل قائم مقام الاسم وأصله ما أطلب منك إلا فعلك.
وقال الشيخ علم الدين السخاوي في (تنوير الدياجي) : هذا الكلام مما عدل من كلامهم عن طريقته إلى طريقة أخرى تصرفا في الفصاحة وتفننا في العبارة ، وليس من قبيل الألغاز.
وقال أبو علي : هو كقوله : شرّ أهرّ ذا ناب ، يعني في أن اللفظ على معنى والمراد معنى آخر ، لأن المعنى : ما أهرّ ذا ناب إلّا شر.
قال : وقول الزمخشري : أقيم الفعل فيه مقام الاسم يعني إلّا فعلت أقيم مقام إلا فعلك ، قال ومثل هذا من الذي هو بمعنى ما هو متروك إظهاره ، قوله : [البسيط]
١٤٤ ـ أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع |
قال (٣) سيبويه : المعنى : لأن كنت منطلقا انطقت لانطلاقك ، أي : لأن كنت في نفر وجماعة من أسرتك فإن قومي كذلك وهم كثير لم تأكلهم السنة ، ولا يجوز عند سيبويه إظهار (كنت) مع المفتوحة ولا حذفه مع المكسورة. وقال الزمخشري (٤) :
__________________
شرح الأشموني (٢ / ٣١٥) ، وشرح ابن عقيل (ص ٣٨٧) ، وشرح المفصّل (٣ / ١٦) ، ومغني اللبيب (ص ٥٧١) ، والمقرّب (١ / ٢٩٠) ، والمنصف (١ / ٥٨) ، وهمع الهوامع (١ / ٢١٨).
(١) انظر الأحاجي (٥١ ـ ٥٢).
١٤٤ ـ الشاهد لعباس بن مرداس في ديوانه (ص ١٢٨) ، والكتاب (١ / ٣٥١) ، وخزانة الأدب (٤ / ١٣) ، والدرر (٢ / ٩١) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٤٧٩) ، وشرح شواهد المغني (١ / ١١٦) ، وشرح قطر الندى (ص ١٤٠) ، ولجرير في ديوانه (ص ٣٤٩) ، والخصائص (٢ / ٣٨١) ، وشرح المفصّل (٢ / ٩٩) ، والمقاصد النحوية (٢ / ٥٥) ، وبلا نسبة في الأزهيّة (ص ١٤٧) ، وأمالي ابن الحاجب (١ / ٤١١) ، والإنصاف (١ / ٧١) ، وأوضح المسالك (١ / ٢٦٥) ، وتخليص الشواهد (ص ٢٦٠) ، والجنى الداني (ص ٥٢٨).
(٢) انظر الكتاب (١ / ٣٥١).
(٣) انظر شرح المفصّل (٧ / ٤٩).