يفيد التأكيد ، ونقل عنه ابن يعيش أنه قال (١) : حق الملغى عندي أن لا يكون عاملا ولا معمولا فيه حتى يلغى من الجميع ، ويكون دخوله كخروجه لا يحدث معنى غير التوكيد ، واستغرب زيادة حروف الجر لأنها عاملة. وقال : دخلت لمعان غير التأكيد.
فائدة : القول في (عجبت من لا شيء)
قولهم : عجبت من لا شيء ، قال الطيبي في حاشية (الكشاف) : يجوز فيه الفتح وهو ظاهر ، والجر ، وفيه وجهان :
أحدهما : أن تكون (لا) زائدة لفظا لا معنى ، أي لا تكون عاملة في اللفظ وتكون مرادة من جهة المعنى فتكون صورتها صورة الزائدة ومعنى النفي فيه كقول النابغة : [البسيط]
١٧٠ ـ [بعد ابن عاتكة الثاوي على أبوي] |
|
أمسى ببلدة لا عمّ ولا خال |
وقول الشماخ : [الوافر]
١٧١ ـ إذا ما أدلجت وضعت يداها |
|
لها إدلاج ليلة لا هجوع |
لا هجوع صفة ليلة ، أي : لليلة النوم فيها مفقود لأن الهجوع النوم.
والثاني : أن تكون (لا) مع الاسم المكرر في موضع جر بمنزلة خمسة عشر وقد بني الاسم بلا.
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٨ / ١٣٧).
١٧٠ ـ الشاهد للنابغة الذبياني في ديوانه (ص ١٨٨) ، وبغية الوعاة (١ / ٨٨) ، وتاج العروس (بوو) ، و (أبى) ، وخزانة الأدب (٤ / ٥٠) ، وبلا نسبة في لسان العرب (لا).
١٧١ ـ الشاهد للشمّاخ في ديوانه (ص ٢٢٦) ، ولسان العرب (وصف) ، و (لا) ، وأساس البلاغة (وصف) ، وتاج العروس (وصف) ، و (لا) ، وبلا نسبة في تهذيب اللغة (١٥ / ٤١٨).