شاذّ قياسا واستعمالا ، أما القياس فلما فيه من نداء ما فيه الألف واللام ، وأما الاستعمال فلأنه لم يأت منه إلا حرف أو حرفان.
وقولهم (١) : يا صاح ، وأطرق كرا ، خيمّ صاحب ، وكروان ، شاذ قياسا واستعمالا ، أما القياس فلأن الترخيم بابه الأعلام ، وأما الاستعمال فلقلّة المستعملين له.
قال : وقولهم من ابنك؟ شاذ في القياس دون الاستعمال. وقولهم : من الرجل بالكسر شاذ في الاستعمال صحيح في القياس وهي خبيثة لقلة المستعملين.
قال (٢) : وحكى بعضهم أن من العرب يعتقد في أمس التنكير ويعربه ويصرفه ويجربه مجرى الأسماء المتمكنة فيقول : ذهب أمس بما فيه على التنكير ، وهو غريب في الاستعمال دون القياس.
فائدة : المراد بالشاذ
قال الجابردي في (شرح الشافية) : اعلم أن المراد بالشاذ في استعمالهم ما يكون بخلاف القياس من غير النظر إلى قلة وجوده وكثرته كالقود ، والنادر ما قلّ وجوده وإن لم يكن بخلاف القياس كخز عال والضعيف ما يكون في ثبوته كلام ، كقرطاس بالضم.
الشيء إذا أشبه الشيء أعطي حكما من أحكامه على حسب قوة الشبه
ذكره ابن يعيش (٣) في (شرح المفصّل) قال : وليس كل شبه بين شيئين يوجب لأحدهما حكما هو في الأصل للآخر ، ولكنّ الشبه إذا قوي أوجب الحكم ، وإذا ضعف لم يوجب ، فكلما كان الشبه أخصّ كان أقوى ، وكلما كان أعمّ كان أضعف ، فالشبه الأعم كشبه الفعل الاسم من جهة أنه يدل على معنى ، فهذا لا يوجب له حكما لأنه عامّ في كل اسم وفعل ، وليس كذلك الشبه من جهة أنه ثان باجتماع السببين فيه ، لأن هذا يخص نوعا من الأسماء دون سائرها ، فهو خاص مقرب للاسم من الفعل.
ومن فروع ذلك الحال لما أشبهت الظرف عمل فيها حروف المعاني كليت وكأن. ومنها ألف الإلحاق : لما أشبهت ألف التأنيث من حيث إنها زائدة وإنها لا تدخل عليها تاء التأنيث كانت من أسباب منع الصرف.
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٢ / ٢٠).
(٢) انظر شرح المفصّل (٤ / ١٠٦).
(٣) انظر شرح المفصّل (١ / ٥٨).