حرف الصاد
صدر الكلام
صدر الكلام. قال الرضي (١) : كل ما يغير معنى الكلام ويؤثر في مضمونه وإن كان حرفا فمرتبته الصدر. كحروف النفي والتنبيه والاستفهام والتحضيض وإن وأخواتها وغير ذلك ، وأما الأفعال كأفعال القلوب والأفعال الناقصة فإنها وإن أثرّت في مضمون الجملة لم تلزم التصدر إجراء لها مجرى سائر الأفعال.
وقال في (البسيط) : الأسماء المتضمنة للمعاني تقتضي الصدر وإن لم تكن معارف ، ولهذا تقدم الإشارة على العلم في قولك : هذا زيد ، وإن كان العلم أعرف لتضمنه معنى الإشارة.
ضابط : ما يعمل في الاستفهام
قال ابن يعيش : لا يعمل في الاستفهام ما قبله من العوامل اللفظية إلا حروف الجر ، وذلك لئلا يخرج عن حكم الصدر ، وإنما عمل فيه حروف الجرّ دون غيرها لتنزلها مما دخلت عليه منزلة الجزء من الاسم.
وفي أمالي ابن الحاجب : سئل : العرب تجعل صدر الكلام كل شيء دل على قسم من أقسام الكلام كالاستفهام والنفي والتحضيض وإن وأخواتها سوى أن ، فقولهم : زيدا ضربت ، وضربت زيدا ، يقال عليه : أنه إذا قيل : (زيدا) ألبس على السامع أن يكون المذكور بعده ضربت أو أكرمت أو نحوه وإذا قيل : ضربت ، ألبس على السامع أن يكون زيدا وأن يكون عمرا ونحوه فأجاب بأمور :
أحدها : أن هذا لا يمكن أن يكون إلا كذا ، لأنه لا بدّ من تقديم مفرد على مفرد ، فمهما قدمت أحد المفردين فلا بد من احتماله ، كما يقدر تجويزه في الآخر.
الثاني : أن هذا إلباس في آحاد المفردات وذاك إلباس في أصول أقسام الكلام فكان أهم.
__________________
(١) انظر شرح الكافية (٢ / ٣٢٣).