فائدة : علة الضرائر
قال الشلوبين : علّة الضرائر التشبيه لشيء بشيء أو الرد إلى الأصل.
قاعدة : ما جاز للضرورة يتقدر بقدرها
ما جاز للضرورة يتقدّر بقدرها (١) ، ومن فروعه : إذا دعت الضرورة إلى منع صرف المنصرف المجرور فإنه يقتصر فيه على حذف التنوين وتبقى الكسرة عند الفارسي ، لأن الضرورة دعت إلى حذف التنوين ، فلا يتجاوز محل الضرورة بإبطال عمل العامل ، والكوفي يرى فتحه في محل الجر قياسا على ما لا ينصرف لئلا يلتبس بالمبنيات على الكسرة ذكره في (البسيط).
ومنها : لا يجوز الفصل بين أما والفاء بأكثر من اسم واحد لأن الفاء لا يتقدم عليها ما بعدها ، وإنما جاز التقديم للضرورة وهي مندفعة باسم واحد فلم يتجاوز قدر الضرورة ، ذكره السيرافي والرضي (٢).
قاعدة : ما لا يؤدّي إلى الضرورة أولى مما يؤدي إليها
قال ابن النحاس في (التعليقة) : قول الشاعر (٣) : [البسيط]
لاه ابن عمّك
اختلف الناس فيه ، هل المحذوف لام الجر دون الأصلية واللام التي هي موجودة مفتوحة أو المحذوف اللام الأصلية ، والباقية هي لام الجر؟.
والأظهر أن الباقية هي لام الجر ، لأن القول بحذفها مع بقاء عملها يؤدي إلى أن يكون البيت ضرورة ، والقول بحذف الأصلية لا يؤدي إلى ضرورة ، وما لا يؤدي إلى الضرورة أولى مما يؤدي إليها.
الضمائر ترد الأشياء إلى أصولها
هذه القاعدة متفق عليها وفيها فروع :
منها : قال ابن جنّي : الباء أصل حروف القسم ، والواو بدل منها ، ولهذا لا تجرّ
__________________
(١) هذه قاعدة فقهية ، وقد شرحها السيوطي في كتابه (الأشباه والنظائر في فروع فقه الشافعية ٩٣).
(٢) انظر شرح الكافية (٢ / ٢٤٢).
(٣) مرّ الشاهد رقم (٥٨).