الاسم والحرف ، وذلك اشتراك فيهما ، والاشتراك فرع ، والضمير يرد الأشياء إلى أصولها ولا أصل لها ، ولهذه العلة امتنع دخول (حتى) أيضا على المضمر.
ومنها : قال ابن فلاح في (المغني) : بني المضارع مع ضمير جمع المؤنث على السكون منبهة على أن أصل الأفعال البناء على السكون ، لأن الضمير يرد الشيء إلى أصله.
ومنها : قال ابن يعيش (١) : فائدة الاتّساع في الظرف تظهر إذا كنيت عنه فإن كان ظرفا لم يكن بد من ظهور (في) مع مضمره نحو : اليوم قمت فيه ، لأن الإضمار يرد الأشياء إلى أصولها ، وإن اعتقدت أنه مفعول به على السعة لم تظهر (في) معه لأنها لم تكن منوية مع الظاهر ، فتقول : اليوم قمته ، قال الشاعر (٢) : [الطويل]
ويوم شهدناه
لم يظهر (في) حين أضمره ، لأنه جعله مفعولا به مجازا. ولو جعله ظرفا على أصله لقال : شهدنا فيه.
تنبيه : إضافة أل إلى الضمير
قال السهيلي (٣) : قول عبد المطلب : [مجزوء الكامل]
١٨٧ ـ وانصر على آل الصّليب |
|
وعابديه اليوم آلك |
فيه ردّ على ابن النحاس والزبيدي ومن قال بقولهما ، حيث منعا إضافة آل إلى الضمير لأنه يرد الشيء إلى أصله ، وأصله أهل وما وجدنا قط مضمرا يرد معتلّا إلى أصله إلا أعطيتكموه ، وليس من هذا الباب في ورد ولا صدر.
تنبيه : لا يدخل على المقسم به غير الباء إذا كان مضمرا
قال السخاوي في (سفر السعادة) (٥) : لا يدخل على المقسم به غير الباء إذا كان مضمرا لأنها الأصل ، وقال أبو الفتح : لأن الإضمار يرد الأشياء إلى أصولها في كثير من المواضع ، تقول : أعطيتكم درهما ثم تقول : الدرهم أعطيتكموه. وما
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٢ / ٤٦).
(٢) مرّ الشاهد رقم (٥).
(٣) انظر الروض الأنف (١ / ٧٠).
١٨٧ ـ الشاهد لعبد المطلب بن هاشم في الدرر (٥ / ٣١) ، وشرح الأشموني (١ / ٥) ، وتاج العروس (أهل) ، وبلا نسبة في الممتع في التصريف (١ / ٣٤٩) ، وهمع الهوامع (٢ / ٥٠).
(٤) انظر سفر السعادة (٢ / ٧٢٦) تح. محمد الدالي.