وقال الأندلسي في (شرح المفصّل) : الجملة قد تكون ناقصة بزيادة كما تكون بنقصان ، فإن إذا دخلت على الجملة صيّرتها جزء جملة أخرى وجعلتها في حكم المفرد ، فتحتاج في تمامها إلى أمر آخر ، كما أنّ (أن) المصدرية إذا دخلت على جملة صيرتها في حكم المفرد وأخرجتها عن كونها كلاما.
قد يكون للشيء إعراب إذا كان وحده
فإذا اتصل به شيء آخر تغير إعرابه
من ذلك : ما أنت؟ وما شأنك؟ فإنهما مبتدأ وخبر إذا لم تأت بعدهما بنحو قولك : وزيدا ، فإن جئت به فأنت مرفوع بفعل محذوف والأصل : ما تصنع أو ما تكون ، فلما حذف الفعل برز الضمير وانفصل ، وارتفاعه بالفاعلية أو على أنه اسم لكان ، وشأنك بتقدير ما يكون وما فيهما في موضع نصب خبرا لكان أو مفعولا لتصنع ، ومثل ذلك : كيف أنت وزيدا ، إلا أنك إذا قدرت تصنع كان (كيف) حالا إذ لا يقع مفعولا به.
قرائن الأحوال قد تغني عن اللفظ
قال ابن يعيش (١) : وذلك أن المراد من اللفظ الدلالة على المعنى ، فإذا ظهر المعنى بقرينة حالية أو غيرها لم يحتج إلى اللفظ المطابق ، فإن أتي باللفظ المطابق جاز وكان كالتأكيد وإن لم يؤت به فللاستغناء عنه.
وفروع القاعدة كثيرة منها : حذف المبتدأ والخبر والفعل والفاعل والمفعول وكل عامل جاز حذفه ، وكل أداة جاز حذفها.
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ١٢٥).