حرف الكاف
كثرة الاستعمال اعتمدت في كثير من أبواب العربية
منها : حذف الخبر بعد لو لا ، قال ابن يعيش في (شرح المفصّل) (١) : حذف خبر المبتدأ من قولك : لو لا زيد خرج عمرو ، لكثرة الاستعمال حتى رفض ظهوره ولم يجز استعماله.
وقال صاحب (البسيط) : إنّما اختصت (غدوة) بالنصب بعد لدن دون (بكرة) وغيرها لكثرة استعمال غدوة معها وكثرة الاستعمال لا يجوز معه ما لا يجوز مع غيره.
قال ابن جنّي (٢) : أصل (هلم) عند الخليل : ها للتنبيه ، ولمّ ، أي : (لمّ بنا) ثم كثر استعمالها فحذفت الألف تخفيفا.
وقال ابن يعيش في (شرح المفصّل) (٣) : قد توسعوا في الظروف بالتقديم والفصل وخصّوها بذلك لكثرتها في الاستعمال.
ومما حذف لكثرة الاستعمال ياء المتكلم عند الإضافة ، والتنوين من هذا : زيد بن عمرو. وقولهم : أيش ، ولم أبل ، ولا أدر ، ولم يك ، وحذف الاسم في (لا عليك) أي : لا بأس عليك ، والتخفيف في (قد) و (قط) إذ أصلهما التثقيل لاشتقاقهما من قددت الشيء وقططته ، وقولهم : الله لأفعلنّ ، بإضمار حرف الجر ، قال سيبويه (٤) : جاز حيث كثر في كلامهم فحذفوه تخفيفا كما حذفوا (ربّ) قال : وحذفوا الواو كما حذفوا اللامين من قولهم لاه أبوك ، حذفوا لام الإضافة واللام الأخرى ليخففوا الحرف على اللسان.
وقال بعضهم : لهي أبوك ، فقلبت العين وجعل اللام ساكنة إذ صارت مكان العين ، كما كانت العين ساكنة ، وتركوا آخر الاسم مفتوحا كما تركوا آخر (أين)
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٩٥).
(٢) انظر الخصائص (٣ / ٣٥).
(٣) انظر شرح المفصّل (١ / ١٠٣).
(٤) انظر الكتاب (٣ / ٥٥٣).