عدو فأبدلت من الضمة كسرة ومن الواو ياء فصار إلى عد. فجرت في ذلك مجرى عم ، فأبدلت من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا فصارت إلى عدي كهدي ، فأبدلت من الألف واوا لوقوع يائي الإضافة بعدها فصارت عدوي كهدوي ، فالواو في عدوي ليست بالواو في عدوة إنما هي بدل من ألف بدل من ياء بدل من الواو الثانية في عدوة ـ فاعرفه.
وفي (البسيط) قيل : إن تعريف ألفاظ التأكيد أجمع وأجمعون وجمعاء وجمع بالإضافة المقدرة كسائر أخواتها ، والدليل على مراجعة الشاعر للأصل قال : [الرجز]
٢١٩ ـ إن الخليط باك أجمعه
فأجمعه تأكيد للضمير في باك.
مراعاة الصورة
قال ابن هشام في (تذكرته) : هذا باب ما فعلوه مراعاة للصورة.
ومن ذلك (الذين) خصوه بالعاقل لأنه على صورة ما يختص بالعاقل وهو الزيدون والعمرون وإلا فمرده الذي وهو غير مختص بالعاقل ، قاله ابن عصفور في (شرح المقرب).
ومن ذلك (ذو) الموصولة أعربها بعضهم تشبيها بذي التي بمعنى صاحب لتعاقبهما في اللفظ ، وإن كانت الموصولة فيها مقتضيا للبناء وهو الافتقار للتأصل.
معنى النفي مبني على معنى الإيجاب
ما لم يحدث أمر من خارج
ذكر هذه القاعدة ابن النحاس في (التعليقة) ، وبنى عليها أن لما لنفي الماضي القريب من الحال لأنها لنفي قد فعل ، وقد فعل إنما هو الماضي المقرب من الحال وأنه يجوز حذف الفعل مع (لما) دون (لم) وذلك لأن لما نفي قد فعل ، وقد يجوز حذف الفعل معها كقوله (١) : [الكامل]
[أزف التّرحّل غير أنّ ركابنا |
|
لما تزل برحالنا] وكأن قد |
وتقديره وكأنه قد زالت فجاز أيضا حذف الفعل مع (لما) حملا للنفي على الإثبات ، وأما (لم) فإنما هي نفي فعل ، وفعل لا يجوز حذفها لأنه حينئذ يكون سكوتا وعدم كلام لا حذفا ، فلما لم يحذف الفعل في إيجابه لم يحذف في نفيه.
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (١١٤).