فقلت لعمرو صاحبي إذ رأيته |
|
ونحن على خوص دقاق عواسر |
أي عوى الذئب فسر أنت ، فلم يحفل بحركة الراء فيردّ العين التي كانت حذفت لالتقاء الساكنين ، فكذلك شبه ابن مسعود حركة اللام من قوله تعالى : (فَقُولا ،) وإن كانت لازمة بالحركة في التقاء الساكنين في (قُلِ اللهُمَ) [آل عمران : ٢٦] ، و (قُمِ اللَّيْلَ) [المزمل : ٢] ، وحركة الإطلاق الجارية مجرى حركة التقائهما في سر ، ومثله قوله الضبيّ : [المنسرح]
١٢ ـ في فتية كلّما تجمّعت ال |
|
بيداء لم يهلعوا ولم يخموا |
يريد ولم يخيموا فلم يحفل بضمّة الميم وأجراها مجرى غير اللازم مما ذكرناه وغيره ، فلم يردد العين المحذوفة من (لم يخم) ، وإن شئت قلت في هذين : إنه اكتفى بالحركة من الحرف كما اكتفى الآخر بها منه في قوله : [الرجز]
١٣ ـ كفّاك كفّ ما تليق درهما |
|
جودا وأخرى تعط بالسّيف الدّما |
وقول الآخر :
١٤ ـ بالذي تردان
أي تريدان.
ومن الثاني : وهو إجراء غير اللازم مجرى اللازم قول بعضهم في الأحمر إذا خففت همزته : لحمر ، حكاها أبو عثمان ، ومن قال : الحمر ، قال : حركة اللام غير لازمة إنّما هي لتخفيف الهمزة ، والتحقيق لها جائز فيها ، ونحو ذلك قول الآخر : [الطويل]
١٥ ـ وقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة |
|
فبح لان منها بالّذي أنت بائح |
فأسكن الحاء التي كانت محركة لالتقاء الساكنين في : بح الآن لما تحركت لتخفيف اللام ، وعليه قراءة من قرأ : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) [البقرة : ٧١] فأثبت واو قالوا لما تحركت لام (لان) ، والقراءة القويّة (قالوا الان) بإقرار الواو على حذفها لأن الحركة عارضة للتخفيف. وعلى القول الأول قول الآخر : [الرجز]
__________________
١٢ ـ الشاهد لمحمد بن شحاذ الضّبي في لسان العرب (جمع) ، وتاج العروس (جمع).
١٥ ـ الشاهد لعنترة في ديوانه (ص ٢٩٨) ، والمقاصد النحوية (١ / ٤٧٨) ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة (ص ٣١) ، والخصائص (٣ / ٣٥) ، وشرح الأشموني (١ / ٨١) ، وشرح التصريح (١ / ١٤٧) ، وشرح ابن عقيل (ص ٩٢) ، ولسان العرب (أين).