حرف الياء
يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل (١)
ومثله قولهم : يحتمل في التابع ما لا يحتمل في المتبوع ، من فروع ذلك : ظهور أن مع المعطوف على منصوب حتى كقوله : [البسيط]
٢٥٧ ـ حتّى يكون عزيزا في نفوسهم |
|
أو أن يبين جميعا وهو مختار |
وإن كان لا يجوز ظهورها بعد (حتى) لأن الثواني تحتمل ما لا تحتمل الأوائل.
وقال في (البسيط) : جوز الفراء إضافة اسم الفاعل المعرف بأل إذا كان للحال أو الاستقبال نحو : (الضارب زيد الآن أو غدا) واحتج بالقياس على قول الشاعر : [الكامل]
٢٥٨ ـ الواهب المائة الهجان وعبدها |
|
[عوذا تزجي بينها أطفالها] |
والجواب : أنه يحتمل في التابع ما لا يحتمل في المتبوع بدليل قولهم : (ربّ شاة وسخلتها) و (ربّ) لا تدخل على معرفة ، وإذا عطف غير العلم على العلم نحو : مررت بزيد وأخيك ، فنقل ابن بابشاذ جواز حكايته لأن المتبوع تجوز حكايته فحكى التابع تبعا له.
ونقل ابن الدهان منعها لأن التابع لا تجوز حكايته ولا يمكن حكاية أحدهما بدون الآخر فغلب جانب المنع ، أما عكس ذلك نحو مررت بأخيك وزيد ، فلا تجوز
__________________
(١) انظر مغني اللبيب (٢ / ٧٧٣).
٢٥٧ ـ الشاهد ليزيد بن حمار السكوني في الدرر (٤ / ٧٤) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٣٠١) ، ومعجم الشعراء (ص ٤٩٣) ، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني (٢ / ٩٦٥) ، ومغني اللبيب (٢ / ٦٩٢) ، وهمع الهوامع (٢ / ٩).
٢٥٨ ـ الشاهد للأعشى في ديوانه (ص ٧٩) ، وأمالي المرتضى (٢ / ٣٠٣) ، وخزانة الأدب (٤ / ٢٥٦) ، والدرر (٥ / ١٣) ، والمقتضب (٤ / ١٦٣) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ٩٢٠) ، والدرر (٦ / ١٥٣) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٦٦٧) ، المقرّب (١ / ١٢٦) ، وهمع الهوامع (٢ / ٤٨).