حرف الباء
باب الشرط مبناه على الإبهام
وباب الإضافة مبناه على التوضيح
ولهذا لما أريد دخول (إذ ، وحيث) في باب الشرط لزمتهما (ما) لأنهما لازمان للإضافة ، والإضافة توضحهما فلا يصلحان للشرط حينئذ ، فاشترطنا (ما) لتكفّهما عن الإضافة فيبهمان فيصلح دخولهما في الشرط حينئذ ، ذكره ابن النحاس في (التعليقة).
البدل
قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في (التعليقة) : الفرق بين البدل والعوض أن العوض لا يحلّ محلّ المعوض منه ، والبدل إنما يكون محلّ المبدل منه. وقال أبو حيان في تذكرته : البدل لغة العوض ويفترقان في الاصطلاح ، والبدل أحد التوابع يجتمع مع المبدل منه ؛ وبدل الحرف من غيره لا يجتمعان أصلا ، ولا يكون إلا في موضع المبدل منه ، والعوض لا يكون في موضعه ، وربما اجتمعا ضرورة وربما استعملوا العوض مرادفا للبدل في الاصطلاح ، انتهى.
وقال ابن فلاح في (المغني) في قول الشاعر : [الطويل]
٤٢ ـ هما نفثا في فيّ من فمويهما |
|
[على النّابح العاوي أشدّ رجام] |
فيه وجهان : أحدهما : أنه جمع بين العوض والمعوّض لضرورة الشعر ، والثاني : أن الميم بدل من الواو وليست بعوض ، والبدل يجتمع مع المبدل منه بدليل : مررت بأخيك زيد ؛ والعوض لا يجتمع مع المعوّض ، فالبدل أعمّ من العوض. قال : وهذا ضعيف ، لأن الكلام في إبدال الحرف من الحرف كألف قام وياء ميزان ولا يجمع بين البدل والمبدل منه في ذلك. وقال في موضع آخر : قد يوجد في البدل فائدة لا توجد
__________________
٤٢ ـ الشاهد للفرزدق في ديوانه (٢١٥) ، والكتاب (٣ / ٤٠١) ، وتذكرة النحاة (ص ١٤٣) ، وجواهر الأدب (ص ٩٥) ، وخزانة الأدب (٤ / ٤٦٠) ، والدرر (١ / ١٥٦) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٤١٧) ، وشرح أبيات سيبويه (٢ / ٢٥٨) ، وشرح شواهد الشافية (ص ١١٥) ، ولسان العرب (فمم) ، و (فوه) ، والمحتسب (٢ / ٢٣٨) ، وبلا نسبة في أسرار العربية (ص ٢٣٥) ، وجمهرة اللغة (ص ١٣٠٧) ، والخصائص (١ / ١٧٠) ، وشرح شافية ابن الحاجب (٣ / ٢١٥).