إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) (١).
* * *
ملاحظتان
١ ـ التفريط في جنب الله
قلنا : إنّ (جَنْبِ اللهِ) التي وردت في آيات بحثنا لها معان واسعة ، تشمل كلّ ما يرتبط بالله سبحانه وتعالى ، وبهذا الشكل فإنّ التفريط في جنب الله يشمل كلّ أنواع التفريط في طاعة أوامر الله ، واتباع ما جاء في الكتب السماوية ، والتأسي بالأنبياء والأولياء.
ولهذا السبب ورد في العديد من روايات أئمّة أهل البيت عليهمالسلام أنّ الأئمّة الأطهار هم المقصودون بـ (جَنْبِ اللهِ) ، ومن تلك الروايات ما ورد في أصول الكافي نقلا عن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام إذ قال في تفسير : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) : «جنب الله أمير المؤمنين وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي الأمر إلى آخرهم» (٢).
كما نقرأ في تفسير عليّ بن إبراهيم نقلا عن الإمام الصادق عليهالسلام : «نحن جنب الله» (٣).
والمعنى ذاته ورد في روايات اخرى لأئمّة أهل البيت الأطهار عليهمالسلام.
وكما قلنا مرارا فإنّ هذه التفاسير إنّما هي من قبيل بيان المصاديق الواضحة ، لأنّ من المسلّم أنّ اتباع نهج الأئمّة إنّما هو اتباع للرسول وطاعة لله ، إذ أنّ الأئمة عليهمالسلام لا ينطقون بشيء من عندهم.
__________________
(١) سورة العنكبوت ، الآية ٦٥.
(٢) تفسير نور الثقلين ، المجلد الرابع ، الصفحة ٤٩٥.
(٣) تفسير نور الثقلين المجلد الرابع الصفحة ٤٩٥.