١ ـ تفسير بعض الفلاسفة القدماء
يرى هؤلاء ـ وفقا لمقدمات مفصلة ـ أن الوحي هو عبارة عن الاتصال الخارق (لنفس الرّسول) مع (العقل الفعّال) المسيطر بظله على عالم (الحس المشترك) و (الخيال).
وتوضيح ذلك :
أنّ القدماء كانوا يعتقدون أن الروح الإنسانية لها ثلاث قوى : قوّة الحس المشترك وبواسطتها يدرك الإنسان صور المحسوسات ، و (قوّة الخيال) وبواسطتها يدرك بعض الصور الذهنية ، و (القوة العقلية) التي يدرك بواسطتها الصور الكلية.
ومن جانب آخر ، فهم يعتقدون بنظرية الأفلاك التسعة لبطليموس ، وكانوا يعتقدون بوجود (النفس المجرّدة) لها مثل (الروح لأجسادنا) ويضيفون : إن هذه النفوس الفلكية تستلهم من كائنات مجرّدة تسمى (العقول) ، وعلى هذا الأساس فهم يقولون بوجود (تسعة عقول) تختص (بالأفلاك التسعة).
ومن جانب ثالث كانوا يعتقدون أن النفوس الإنسانية وأرواحها يجب أن تستلهم من الكائن المجرد الذي يسمى بـ (العقل الفعال) وذلك لأجل إظهار القابليات وإدراك الحقائق ، حيث كان يسمى بـ (العقل العاشر) ، أمّا سبب تسميته بالفعال فلأنّه أساس حدوث القابليات للعقول الجزئية.
ومن جانب رابع كانوا يعتقدون أنّه مهما قويت الروح الإنسانية فإنّه سيزداد ارتباطها واتصالها بالعقل الفعال الذي هو خزانة ومصدر المعلومات ، لذا فإنّ الروح القوية والكاملة تستطيع أن تكتسب أوسع المعلومات من (العقل الفعال) بأمر من الخالق ، وذلك في أقصر مدة.
وأيضا فإذا قويت (قوّة الخيال) فانّها تستطيع أن تنقل هذه المفاهيم إلى الحس بشكل أفضل ، وعند ما يقوى الحس المشترك الإنسان أن يدرك القضايا