مثل (يا زيد الطويل) رفعا ونصبا لكلمة الطويل وإن كان يميل إلى النصب كما تبين من عبارته في المنظومة :
[فانصب فذاك ـ إذا فعلت ـ الأصوب]
ويبدو من خلال الحوار بين الخليل وسيبويه أن ذلك هو المقصود قال سيبويه (١) : «قلت : أرأيت قولهم : يا زيد الطويل ـ علام نصبوا الطويل؟ قال : نصب لأنه صفة لمنصوب. وقال : إن شئت كان نصبا على (أعني). فقلت : أرأيت الرفع على أي شيء هو إذا قال : يا زيد؟ قال هو صفة لمرفوع» وواضح أن النصب له تخريجان عند الخليل ، أما الرفع فله تخريج واحد ، ومن هنا ربما كان الأرجح (النصب).
وعلى هذا يكون البيت التالي من المنظومة ليس واقعا تحت هذا العنوان ، وإنما هو بيت منفصل يكون له عنوان : باب نداء النكرة الموصوفة مثلا.
وربما كان هناك معنى آخر لكلمة (مفرد) وهو غير المركب ، وتعني الكلمة الواحدة غير المركبة سواء كانت علما أو غيره ، ولعل في قول الخليل الآتي ما يدل على ذلك :
فإذا دعوت من الأسامي مفردا |
|
فارفع فهو لك إن رفعت مصوّب |
وهذه إشارة إلى أن من الأعلام ما هو مفرد وما هو غير مفرد (مركب) وكلمة (مفرد) يمكن أن تعطي هذه الدلالة من حيث تقسيماتها الواردة في النحو العربي ، حيث يكون (المفرد) هو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، وكذلك (المفرد) هو ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف وهنا نضع رحالنا أمام ما ورد عند الخليل في تمثيله في المنظومة بقوله : (يا راكبا فرسا) : وما ورد في (الجمل) : (يا ساريّا بالليل) ، وقوله (أدارا بحزوى) ، وقوله (يا موقدا نارا) مما أطلق عليه النحويون فيما بعد : الشبيه بالمضاف ، وهو كما يعرفه ابن هشام (٢) بأنه «ما اتصل به شيء من تمام معناه» وتندرج تحته كل
__________________
(١) الكتاب ٢ / ١٨٣.
(٢) شرح قطر الندى وبل الصدى ٢٠٣.