(٣) يكثر ترك بعض الكلمات وخاصة في بداية الأبيات ، ويكون مكانها بياضا لا كتابة فيه ، ربما شكّا في قراءتها أو صعوبة ، أو تمّ النقل عن نسخة هي كذلك .. الخ.
(٤) اتسمت هذه النسخة ـ وكذلك النسخة ج ـ بأن ناسخها يقلب دائما الياء في نهاية الكلمات إلى ألف مثل (الوغا ، الحما ، الورا) في (الوغى ، الحمى ، الورى) (١).
(٥) في هذه النسخة تكتب الكلمات الواردة في نهاية البيت والتي تحمل واو الجماعة مثل (كذبوا ، قرّبوا ، أنصبوا) تكتب هذه الكلمات دون واو الجماعة ، وإن كان أحيانا يتداركها فيسجل الواو فوق الكلمة (٢).
(٦) ليس لدى ناسخ هذه النسخة علاقة بعلم العروض دليل ذلك :
(أ) الأخطاء التي يقع فيها تخلّ بوزن البيت موسيقيا ولا تعليق منه يوضح هذا الخلل الموسيقي ، وهذا دليل أيضا على عدم الوعي بهذه الأخطاء ، وأمثلة ذلك كثيرة واردة في الهوامش والتعليقات على أبيات المنظومة.
(ب) أحيانا كان الناسخ ينقل بعض الحروف أو الكلمات من الشطر الثاني إلى الشطر الأول أو العكس ، فيؤدي هذا إلى الخلل الموسيقي دون إشارة إلى ذلك (٣).
كان كل ما مضى سببا في إبعاد هذه النسخة عن كونها أصلا لهذه المنظومة ، فالنص ليس مستقيما ، بل تضمن الأخطاء التي أوجبت التوقف أمامها بحذر.
والملاحظ أن هذه هي النسخة الوحيدة التي لم تنسب المنظومة فيها لا إلى الخليل ولا إلى غيره ، فقد جاء قبلها مباشرة كتاب التقريب في النحو الذي جاء في آخره «تم كتاب التقريب بعون الله وتوفيقه وصلّى الله على نبينا محمد وآله وسلّم تسليما ، والحمد لله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». ثم بدأ الصفحة التالية مباشرة بقوله : بسم الله الرحمن الرحيم ..
__________________
(١) انظر البيتين ١٨٨ ، ٢١٥ كنموذج لهذه الظاهرة.
(٢) انظر البيتين ١٨٤ ، ١٩٠ كنموذج لهذه الظاهرة.
(٣) انظر نماذج لظاهرة الخلل الموسيقي بشقيها في الأبيات ١٩٣ ، ٢٤٤ ، ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، ٢٦٧ ، ٢٧٢ ، ٢٨١.