اهتماما بسبب صغر حجمها ، بغض النظر عن قيمتها العلمية (١).
أما عن طريق الكشف عن هذه المنظومة فقد جاء ذلك ضمن اهتمامي بدراسة المنظومات النحوية وتاريخها ودورها في تعليم النحو العربي لطالبيه ، وعند ما انتقلت للعمل في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان اتيحت لي الفرصة للبحث والتنقيب في المكتبات العامة والخاصة للعثور على مخطوطات تحتوي على منظومة نحوية أو صرفية من بين آلاف المخطوطات في شتى العلوم ، بعضها عبارة عن «مجاميع» كبيرة تضم أكثر من عمل ، وأخرى مخطوطات تحتوى على عمل واحد ، وفي تلك الفترة كان هناك إعادة لفهرسة محتويات مكتبة المخطوطات التابعة لوزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان ، هنا بدأت تظهر هذه المنظومة الصغيرة الحجم بين عشرات الأعمال في «مجموع» ، واحد وتظهر نسخها واحدة تلو الأخرى ، وانتقلت بالبحث في بعض المكتبات الخاصة ، والتنقيب في «المجاميع» من المخطوطات المختلفة إلى أن أصبح لديّ قناعة تامة بأن الأمر يستحق البحث والتوثيق والدراسة ، ومعرفة ما إذا كان هذا العمل حقا للخليل أم لا.
وإذا كان هذا الكشف جديدا بالنسبة لي قد جاء من قبيل المصادفة فإن بعض العلماء العمانيين كانوا على معرفة بهذه المنظومة ونسبتها إلى الخليل ابن احمد الفراهيدي بل ويمتلك بعضهم نسخا أو على الأقل نسخة منها ، كما نجد ذلك في بعض المكتبات الخاصة العمانية مثل مكتبة معالي السيد محمد بن احمد البوسعيدي ، ومكتبة الفاضل الشيخ سالم بن حمد الحارثي وغيرها ، ولم يتم تحقيقها نظرا لاهتمامهم بمجالات علمية أخرى غير النحو.
ومع كل الأدلة التي قدمتها لتوثيق نسبة هذه المنظومة للخليل من خلال ما يسمّى بالنقد الخارجي الذي يتصل بالبيانات الواردة عنها ونسخها والإشارة إليها في مصادر أخرى ، أو ما يسمى بالنقد الداخلي الذي يتصل بصحة المعلومات الواردة بها وعدم تعارضها مع ما قاله المؤلف نفسه في مصادر
__________________
(١) موضوع «المنظومات النحوية تاريخها وأهميتها العلمية» محور لبحث ما زلت أجمع خيوطه وأعمل فيه ولم أنته منه بعد.