٣ ـ منهج التحقيق
لا شك أن إخراج العمل المخطوط في صورة صحيحة ، وإظهاره في ثوبه المستحق مطلب ضروري للباحث ، وإن كان الأمر عسيرا ، يتطلب مجهودا كبيرا وخبرة فنية في التعامل مع المخطوط ، من هنا بذلت قصارى جهدي في تلك المحاولة من خلال قراءة الكتب التي تعالج هذا الأمر سواء في تخصص أصول التربية (١) ، أو في تحقيق النصوص اللغوية والأدبية ونشرها ، أو من خلال عملي في أطروحة الماجستير التي كانت تحقيقا ودراسة لمخطوطة في علم الصرف ، حيث أفادني هذا الأخير كثيرا من خلال الخبرة العملية في التعامل مع المخطوطات التي رجعت إليها لتقويم النص أو تحقيق رأي أو ضبط كلمة ، حيث يتطلب التعامل مع الصرف أن يكون الإنسان أكثر حذرا ، حتى لا يوقع نفسه في مشكلات هو أولى بالابتعاد عنها إن كان حذرا محققا مدققا في كل ما يفعل.
من هنا كان لي أن أبرز بعض الخطوات التي اتبعتها في تحقيق النص ، وهي :
أولا : حرصت كل الحرص على أن تتم المقارنة بين النسخ العشر التي وقعت تحت يدي من حيث ضبط الكلمات وبناء الجمل وتقديم بعض الأبيات أو تأخيرها ، والاختلافات في كتابة بعض العناوين بين نسخة وأخرى ، وفي بعض كلمات نص المنظومة ، وخاصة كلمات القافية التي تجسدت فيها ظاهرة الاختلاف من منظومة إلى أخرى. وإن كانت النسخة الأخيرة (ي) قد وصلتني متأخرة إلا أنني رأيت ضرورة مقارنتها ببقية النسخ ، وإن لم تخرج كثيرا عن مثيلاتها مما لم تعدّ أصلا.
__________________
(١) لهذا العلم علاقة بما نحن فيه ، حيث يشير علماؤه في مناهج البحث إلى كيفية توثيق المخطوطات والوثائق العلمية.