(ب) نقد المصدر :
ويتضمن مصدر الوثيقة ومؤلفاتها وزمانها فقد تكون هناك وثيقة عظيمة القيمة ولكنها تنسب إلى شخصية أخرى غير واضعها.
وسنحاول فيما يلي تطبيق هذا المنهج سواء ما اتصل بنقد التصحيح أم بنقد المصدر ، حيث استطعنا جمع عشر نسخ كلها بخطوط مختلفة ليس من بينها النسخة الأصلية ، كما أننا حريصون على إيضاح زمن كتابة هذه المنظومة ، حيث يمثل ذلك نقطة مهمة في توثيق نسبة النص إلى صاحبه وذلك من خلال بعض الإشارات الواردة عن هذه المنظومة.
ثانيا : النقد الداخلي
وله أهمية كبيرة في دراستنا هذه ، حيث تتضمن هذه المرحلة تقييم المنظومة ومعلوماتها وبيان صدق المادة العلمية الموجودة بالوثيقة ، وعلى ذلك فإن الباحث يواجه مشكلات أصعب كثيرا مما يواجهه في مرحلة النقد الخارجي (١) حيث ينبغي دراسة دقيقة تبيّن هل تتعارض مع ما ورد عن المؤلف في مصادر أخرى ، ويتطلب هذا من الباحث أن يلمّ جيدا بلغة كاتب الوثيقة ولغة العصر الذي عاش فيه وكتب فيه الوثيقة (٢) ، ويعلي الأستاذ عبد السّلام هارون من قدر هذه الاعتبارات التاريخية قائلا (٣) : «وتعدّ الاعتبارات التاريخية من أقوى المقاييس في تصحيح نسبة الكتاب أو تزييفها» ولهذا كنّا حريصين على هذا المقياس فتوقفنا كثيرا أمام ذكر قطرب الذي توفي بعد الخليل حيث ذكره الخليل في منظومته ، وقارنا بين لغة الخليل في المنظومة وما ورد مرويّا عنه في غير ذلك من المراجع ، وقارنا بين ما نقل عن شخصيته وما ورد من معان في أمثلته التطبيقية.
__________________
(١) مناهج البحث في العلوم الاجتماعية والتربوية ٨١.
(٢) مناهج البحث في التربية وعلم النفس ١٢٦.
(٣) تحقيق النصوص ونشرها عبد السّلام هارون الطبعة الثانية ص ٤٣.