العامة ، وعدم تمكّن عناوين هذه المخطوطات من خداع القارئ المثابر الذي يتوقع أن يجد عنوانا مخالفا للمضمون أو مضمونا مخالفا للعنوان ، أو يجد مجموعا به عدة مخطوطات وضع له عنوان لمخطوطة واحدة من هذا المجموع ، أقول : لا شك أن كل هذا يمكن أن يكشف النقاب عن الكثير من المفاجآت سلبا أو إيجابا لو كانت محاولات الكشف جادة تتسم بالصبر والدأب.
ولعل تلك المثابرة هي التي كشفت النقاب عن هذه المنظومة المنسوبة إلى الخليل. فقد وجدت عشر نسخ مخطوطة لها. كل هذه النسخ ضمن مجاميع مخطوطة ، سواء بالمكتبات الخاصة أو العامة ، وربما كان هذا مدخلا مهما للإجابة عن السؤال : لماذا لم تكتشف منظومة الخليل النحوية من قبل؟
فلقد كانت نسخ هذه المنظومة مطمورة ضمن مجاميع مخطوطة. هذه المجاميع احتوت في معظمها على نصوص مهمة ، بعضها أشعار للإمام علي بن أبي طالب والشافعيّ والبوصيريّ ، وبعضها نحويّ لقدامى النحاة وبعضها منظومات نحوية أو نصوص لغوية كمثلثات قطرب أو اللخمي .. الخ.
ومن الواضح الاهتمام بأمر المجاميع من قبل أصحابها ، والعناية بنسخها عن طريق نسّاخ متخصصين ، بل ومراجعتها أحيانا على نسخ أصلية أقدم للوصول إلى نص صحيح. والملاحظ أنني لم أجد نسخة واحدة في مخطوطة مستقلة من نص المنظومة ، على الرغم من الاهتمام بأمر الخليل بن أحمد وأعماله بشكل لافت للنظر ويبدو أن ذلك كان سببا قويا في عدم الكشف (*) عنها أو الاهتمام بأمرها حتى الآن ؛ وربما كان السبب استصغارا لحجمها (**) بالقياس للمنظومات النحوية الأخرى التي تصل إلى ألف بيت أو يزيد ، وربما كان السبب الشك في صحة نسبتها إلى الخليل بن أحمد ، إذ كيف تكون هذه المنظومة كتبت في القرن الثاني الهجريّ ، ولم تظهر للنور حتى الآن؟
__________________
(*) المنظومة معروفة ، وعدم نشرها في حينه لا يقلل من قيمتها (ن)
(**) العبرة بالكيف ، وليس بالكم ، وبالمضمون لا بالشكل (ن).