التمييز ، الإضافة ، مع أنه قد أشار إلى بعضها عرضا في بعض الأحيان مثل (التعريف والتنكير) ، أو مثّل لبعضها في سياقات أخرى مثل (الحال) لكنه لم يذكر قواعد تدل على تلك الأبواب ، وهناك بعض الأبواب ذكرت ضمنا متداخلة مع أبواب نحوية أخرى مثل : (الإعراب والبناء) ، (الإعراب الأصلي) والإعراب الفرعي بأشكاله المختلفة ، فهذه القواعد النحوية لم تذكر مفصلة ، ربما لأنها داخلة في كل الأبواب النحوية تقريبا ، وتكررت نماذحها في معظم الأبواب النحوية عند التمثيل.
(٥) جاء أسلوب الخليل سهلا ميّسرا بعيدا عن الالتواء والتعقيد ، كما جاء واضحا فيما هدف إليه من القواعد العامة ، كما جاءت أمثلته معبّرة عن معان ودلالات مقصودة.
(٦) كان الخليل بارعا عند ما صنع مقدمة لمنظومته ، استطاع من خلالها أن يمهّد نفسية المتلقي لقبول هذا العلم الذي يتسم ـ عند البعض ـ بالصعوبة كما ، ظهرت في المقدمة ثقة الخليل بنفسه عند ما قال :
إني نظمت قصيدة حبّرتها |
|
فيها كلام مونق وتأدب |
لذوي المروءة والعقول ولم أكن |
|
إلا إلى أمثالهم أتقرّب |
عربية لا عيب في أبياتها |
|
مثل القناة أقيم فيها الأكعب |
وقد ظهر في المقدمة أيضا ظرف الخليل وفكاهته ، كما ظهرت قدرته البارعة على الانتقال الهادئ السلس من المقدمة إلى الموضوع الأول عند ما قال :
فإذا نطقت فلا تكن لحّانة |
|
فيظل يسخر من كلامك معرب |
النحو رفع في الكلام وبعضه |
|
خفض وبعض في التكلم ينصب |
فقبل أن يذكر أولى قواعده طلب من المتلقي أن يكون حذرا عند النطق حتى لا يلحن فيثير سخرية الآخرين ، ثم انتقل بعد ذلك انتقالا مباشرا إلى الحديث عن القواعد النحوية ، وبدأها بداية طبيعة بمعرفة أحوال أواخر الكلم.