القطان (١) ، وكذلك وجدت أعلام كثيرة في عصر الخليل وقبله ممن يحملون اسم (حوشب) ، ومن هؤلاء «حوشب بن طخمة» الألهاني الحميري الذي توفي عام ٣٧ هجرية يقول عنه صاحب الأعلام (٢) «تابعيّ يمانيّ ، كان رئيس بني ألهان في الجاهلية والإسلام ، أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم وآمن به ، ولم يره ، وقدم إلى الحجاز في أيام أبي بكر ، وكان أميرا على كردوس في وقعة اليرموك ، وسكن الشام فكان من أعيان أهلها وفرسانهم وشهد صفين مع معاوية فقتل فيها».
إذن لم يكن التمثيل بهذا العلم من الغرابة في شيء ، فحوشب هذا من أعيان الشام ، والعوام بن حوشب من رواة الحديث بل إنه ممن روى عنهم الخليل ، وبهذا كان الاسم قريبا من فكره إن لم يكن قريبا من قلبه أيضا وهو المتوقع مع العوام بن حوشب.
أما «مهلب» الوارد ثلاث مرات (٣) في قصيدة الخليل فيبدو هذا العلم مرتبطا بتراث الخليل ارتباطا وثيقا. مع المهلب بن أبي صفرة وابنه سليمان والي الأهواز الذي قال عنه الخليل أبياته المعروفة التي أجمعت كل الكتب على نسبتها إليه (٤) والتي كانت ردا على قطع راتبه المخصص له ، يقول :
أبلغ سليمان أنى عنه في سعة |
|
وفي غنى غير أني لست ذا مال |
إذن ؛ فالأمر متعلق براتبه الذي قطعه ، وهو إذن متعلق بحياة الخليل ، ومع ذلك يرفض الانتهازية ـ حسب دلالة الرواية المشهورة ـ وإذا أمعنّا النظر في مثال الخليل نجده متعلقا أيضا بشئ قريب من هذا يقول الخليل (٥) :
ومعارف الأسماء أسماء الورى |
|
زيد وعمرو ذو الندى ومهلّب |
__________________
(١) مكانة الخليل بن أحمد في النحو العربي ص ٢٦.
(٢) الأعلام ٢ / ٢٨٨.
(٣) انظر البيتين ١٠٨ ، ٢١٥ من قصيدة الخليل.
(٤) وفيات الأعيان ٢ / ٢٤٥ ، ٢٤٦ ، معجم الأدباء لياقوت ١١ / ٧٦ إتحاف الأعيان ١ / ٦١ وانظر القصة كاملة في المراجع السابقة.
(٥) البيت ٢١٥ من المنظومة.