من ربّ المطر الذي سمّيتموه أنتم ، ولا من ربّ الشمس المزعوم ، ولا البحر ، ولا الحرب ، ولا الصلح.
فكلّ شيء صادر عن الله ، وعالم الوجود كلّه طوع أمره ، واتّساق جميع هذه الموجودات المختلفة في السماء والأرض وانسجامها بعضها مع بعض دليل على وحدة الخالق ، ولو كان فيهما آلهة إلّا الله لفسدتا.
٣ ـ الدافع النفسي لعبادة الأصنام
عرفنا الأصل التاريخي لعبادة الأصنام إلّا أنّ لها دوافع ومبادئ نفسيّة وفكرية أيضا ، وقد أشير إليها في الآيات المتقدّمة ، وذلك هو اتّباع الظنّ وما تهوى الأنفس!! والخيالات والأوهام الحاصلة للجهلاء ، ومن ثمّ تنتقل إلى مقلّديهم من المتحجّرين ، وينتقل هذا التقليد من نسل إلى نسل.
وبالطبع فإنّ معبودا كالصنم يتلاءم جيّدا مع أهوائهم ، لأنّه ليس له سلطة على العباد ، ولا معاد ، ولا جنّة ، ولا نار ، ولا كتاب ، ويعطيهم الحرية الكاملة ، وإنّما يأتونه في المشاكل فحسب ، ويتصوّرون أنّه سينفعهم وأنّهم إنّما يستمدّون منه العون.
وأساسا فانّ «هوى النفس» ذاته يعدّ أكبر الأصنام وأخطرها ، وهو الأصل لظهور الأصنام الاخرى.
٤ ـ اسطورة الغرانيق مرّة اخرى :
من خلال بحثنا حول الأصنام الثلاثة التي كان العرب يهتّمون بها «أي اللات والعزّى ومناة» ويعبدونها ـ من خلال هذا البحث التاريخي وردت الإشارة إلى أنّ هذه الأصنام كانت تدعى بالغرانيق العلى وانّ شفاعتهنّ لترتجى.
و «الغرانيق» جمع غرنوق على زنة عصفور وبهلول ... والغرنوق نوع من