بحوث
١ ـ علم الله المطلق
مرّة اخرى يشار في هاتين الآيتين إلى علم الله المطلق وسعته ، إلّا أنّ التعبير فيهما تعبير جديد ، لأنّه يستند إلى لطيفتين (١) وهما من أشدّ حالات الإنسان خفاء والتواء .. حالة خلق الإنسان من التراب إذ ما تزال عقول المفكّرين حائرة فيها ، فكيف يوجد موجود حي من موجود لا روح فيه (ميّت)؟ وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الأمر حدث في السابق سواء في الإنسان أو الحيوانات الاخر ، ولكن في أيّة ظروف؟! فالمسألة في غاية الخفاء والالتواء بحيث ما تزال أسرارها مطوية ومكتومة عن علم الإنسان.
والاخرى مسألة التحوّلات المفعمة بالأسرار في وجود الإنسان في مرحلة الجنين ، فهي أيضا من الأسرار الغامضة في كيفية خلق الإنسان وإن كان شبح منها قد انكشف لعلم البشر ، إلّا أنّ الأسئلة حول أسرار الجنين التي ما زالت دون جواب كثيرة.
فالمطّلع على هاتين ، الحالتين من جميع أسرار وجود الإنسان وتحوّلاته وتغييراته وهاديه ومربّيه ، كيف يكون غير عالم بأعماله وأفعاله! ولا يجازي كلّا بحسب ما يقتضيه عمله!
إذا ، فهذا العلم المطلق أساس عدالته المطلقة!
٢ ـ ما هي كبائر الإثم
هناك كلام طويل بين المفسّرين من جهة ، والفقهاء والمحدّثين من جهة اخرى في شأن الذنوب الكبيرة المشار إليها في بعض الآيات من القرآن (٢).
__________________
(١) اللطيفة : ما فيها من دقّة وخفاء.
(٢) كما في النساء الآية (٣١) والشورى الآية (٣٧) والآيات محلّ البحث.