البحرية.
والعجيب أنّ هذه الأنهار العظيمة لا تمتزج مع المياه حولها إلّا قليلا ، وتسير آلاف الكيلومترات على هذه الصورة ، وبذلك تعبّر عن مصداقية الآية الكريمة (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ).
والملفت للنظر أنّ في نقطة التقاء هذه المياه الحارّة مع المياه الباردة ، تحدث ظاهرة مفيدة جدّا للإنسان ، وهي حدوث حالة من الإغماء أو الموت الجماعي للحيوانات المجهرية المعلّقة في الماء وذلك في نقطة التماس والالتقاء بين المياه الحارّة والمياه الباردة وبهذا تتوفّر في هذه المناطق مواد غذائية كثيرة لا حصر لها وتكون سببا في جذب قطعان الأسماك الكبير ، حيث يقصد الصيادون هذه المناطق للاستفادة من صيد هذه الحيوانات ، وتعتبر هذه المنطقة من أفضل المناطق في العالم لصيد الأسماك (١).
وهذا يمثّل أحد التفاسير للآيات أعلاه ، وهو لا يتنافى مع التفاسير الاخرى ، ولذا يمكن الجمع بينهما.
٣ ـ تفسير من أعماق الآيات
نقل في حديث للإمام الصادق عليهالسلام في تفسير هذه الآية (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) أنّه قال : «وعلي وفاطمة عليهماالسلام بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه. (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) قال : الحسن والحسين» (٢).
ونقل هذا المعنى عن بعض أصحاب الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسير الدرّ المنثور (٣).
ونقله العلّامة الطبرسي في مجمع البيان مع اختلاف يسير.
__________________
(١) دائرة المعارف (الثقافية) ج ١٢ ص ١٢٢٨ ، وكذلك مجلة الميناء والبحر عدد ٤ ص ١٠٠ بالإضافة إلى مصادر اخرى.
(٢) تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٣٤٤.
(٣) الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ١٤٢.